حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر 829894
ادارة المنتدي حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر 103798


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر 829894
ادارة المنتدي حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر 103798

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر

    همس الروح
    همس الروح
     
     


    الهوايــة : حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر Sports10
    الـمهنـة : حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر Studen10
    الــمزاج : حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر Pi-ca-27
    الـبـلـد : حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر Egypt110
    الأوسمة : الأوسمة
    احترام القوانين : احترام القوانين
    تاريخ التسجيل : 05/05/2010
    عدد المساهمات : 711
    عدد النقاط : 52272

    حوار حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر

    مُساهمة من طرف همس الروح الإثنين يونيو 21, 2010 5:18 pm

    [url=https://nagehzoom.rigala.net/javascript:void fnSave('الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الأولى)')]حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر Save[/url] حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر Print حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر Send
    الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الأولى)


    [url=https://nagehzoom.rigala.net/javascript:void fnSave('الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الأولى)')]حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر Save[/url] حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر Print حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر Send


    حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر 2547






    في ميدان الدعوة إلى الله
    في مارس 1928 تأسست بالإسماعيلية دعوةُ الإخوان المسلمين، أسسها مدرسٌ شابٌّ ومعه ستةٌ من شباب العمَّال والحرفيين، وفي أكتوبر سنة 1932 انتقل الأستاذ المؤسِّس إلى القاهرة، وكان لجمعية الإخوان المسلمين في ذلك العهد خمس عشرة شعبة بالقطر المصري.
    ولم يأت شهر فبراير 1935م إلا وكان للإخوان في مصر أكثر من خمسين شعبةً لها عناوين ومقرات، ويخرج عن نطاق ذلك الحصر شعب الإخوان خارج مصر (جريدة الإخوان- س 2- عدد 37- 17 ذي القعدة 1353= 21/2 /1934 "وثيقة").
    وفي عام 1948: "بلغ أعضاء الجماعة العاملون في مصر وحدها نصف مليون، وبلغ عدد الأعضاء المنتسبين والمؤازرين أضعاف هذا العدد، أما عدد شعبهم في مصر وحدها فبلغ 2000 شعبة، وفي السودان حوالي 50 شعبة، عدا شعبهم في معظم البلدان العربية والبلاد الإسلامية، والأصدقاء في بلاد أوروبا وأمريكا" (محمد شوقي زكي- الإخوان والمجتمع المصري- ص 32).
    وإذا علمت أن عدد سكان مصر في هذا الوقت كان حوالي 18 مليون نسمة تقريبًا، وإذا علمت أن أكثر من 50% من سكان مصر تقلُّ أعمارهم عن 16 عامًا، وإذا حذفت من الباقين كذلك من يزيد عمره عن 60 عامًا، وإذا حذفت كذلك النساء والنصارى.. تُرى كم تكون نسبة الإخوان إلى الباقين من الرجال والشباب؟‍! وتُرى هل بالغ خالد محمد خالد حين قال: "كان من العسير أن تجد بيتًا واحدًا في مصر ليس فيه واحدٌ منهم"؟! (خالد محمد خالد- في مواجهة عبد الناصر والسادات- محمود فوزي- ص 41).
    ولنا أن نتساءل: كيف حدث هذا التحول العظيم؟!
    أولاً: الحركة الدعوية الخارقة للأستاذ البنا
    يقول عنه روبير جاكسون: "في الأزقَّة الضيقة في أحشاء القاهرة- في حارة الروم وسوق السلاح وعطفة نافع وحارة الشماشرجي- بدأ الرجل يعمل وتجمَّع حوله نفر قليل".
    ويقول المجاهد الجزائري الفضيل الورتلاني: "يعمل ليل نهار دون أن يبدو عليه أثرٌ من جهد أو كلل، بل كان هناك مَن يلقاه ويمضي معه الليلَ يظن أن في الصباح راحتَه، وهناك مَن يلقاه في الصباح ويظن أنه قد أخذ حظَّه من الراحة ليلاً ولكنه كان في الحالين يعمل" (الدعوة- سنة 3- عدد 104-10/ 2/ 1953).
    منهاج الحركة الدعوية لدى الأستاذ البنا:
    "وكان منهاج الأستاذ البنا أن يزور المركز العام في الصباح الباكر، ويترك فيه مذكراتٍ فيها توجيهاتٌ وأعمالٌ تتطلب إنجازًا، ثم يقصد مدرستَه، فإن كان مسافرًا يتوجه من المدرسة إلى المحطة، وإن لم يكن يعرج على المركز العام ثانيةً، يقابل ويوجِّه ويصرِّف ما يجدّ من عمل، وفي المساء يزور المركز ثالثةً، ويقضي فيه وقته مقابلاً الوفودَ والزائرين، أو مجتمِعًا في لجان أو محاضرًا، ولم يمنعه ذلك من متابعة أسفاره إلى الريف، في أثناء العطلة الدراسية، وكان يقطع الوجه القبلي كله بلدًا بلدًا وقريةً قريةً في عشرين يومًا، في بعض الأحيان يصبح في بني سويف ويتغدَّى في ببا، ويُمسي في الواسطى، ويَبيت في الفيوم، وكانت أسفاره في عطلته الأسبوعية وفي عطلته السنوية في الصيف، ففي الأولى يزور البلاد القريبة، وفي الثانية البلاد البعيدة" (الإخوان والمجتمع المصري- محمد شوقي زكي- 22).
    وحين نطالع جداول رحلاته للدعوة في أنحاء مصر بوجهَيها البحري والقبلي نرى عجبًا.. نرى أولاً: قيامه برحلات الصعيد والوجه القبلي في فصل الصيف؛ حيث القيظ والحرارة الملتهبة، وما ذلك إلا للاستفادة من فترة الإجازة الصيفية للمدارس واستغلالها في رحلات الصعيد الطويلة، بينما تتم رحلات الوجه البحري في الشتاء حيث البرد والأمطار؛ حيث يتيح قرب الأماكن استغلال فترة إجازة نصف العام القصيرة، رغم مخالفة هذا النظام لطبيعة المناخ في الفصلين، وحيث تعارف الناس على تفضيل الصعيد شتاءً والوجه البحري صيفًا، ولكن ذلك لم يكن واردًا في حسابات الداعية المجاهد.
    وكان ذلك الأمر موضع دهشة واهتمام أعوانه ومؤيديه وكذلك المتابعين لحركته والمراقبين لها، وسجَّل ذلك أحد إخوانه الشعراء في قصيدة بعنوان (مصيفة الأقصر الحرى وجيرتها) فقال:
    مصيفة الأقصر الحرى وجيرتها والثغر مشتاه إذ سكانه هجروا
    قد يصبح اليوم في مصر وتشمله إسكندرية إن وافى به الظهر
    ويحتويه أصيل اليوم داعية في الـ"طنطا" وفي "بنها" له سهر
    وبالصعيد وما أقصى تراميه من طول جولاته الإعجاب مختمر
    يمشى بمنيته حتى إذا انتصف الليل استقلت بأقصى قنا القطر
    يدعو بها جل يوم ثم يبرحها عصرًا لأسوان حيث الدرس والعبر
    وينثني قافلاً من العشاء إلى مصر فيبلغها والفجر محتضر
    (عبد الحكيم عابدين، نقلاً عن "حسن البنا حياة رجل"- أنور الجندي- ص 49)
    ويدهش المتابع لحركة الأستاذ البنا من ضخامة المجهود المبذول في هذه الرحلات، فحين تطالع برنامج الرحلة تعجَب لهذا العدد الضخم من الزيارات في وقت قصير جدًّا، وعلى سبيل المثال ففي إحدى رحلاته للصعيد قام بزيارة 21 مدينة ومركزًا في الصعيد خلال سبعة أيام، أي بمعدل ثلاث مدن في اليوم الواحد، ويزداد عَجَبك حين تعلم أن هذه الزيارات تتضمن بصفة أساسية إلقاءَ محاضرات عامة ولقاءات خاصة للإخوان وزيارات لوجهاء هذه المدن ومشاركةً فيما يطرأ من مناسبات.
    وفي مقال رائع بعنوان (حسن البنا.. القتيل الذي أحيا) يتحدث خليفته حسن الهضيبي:
    "كنا في القطار بأقصى الصعيد، فأشار أحد رفقائي إلى الجبل، فرأيت ناسًا يصعدون أو ينزلون كأنهم من فرط ارتفاعه في أحجام النمل، وقال: هنا صعَد حسن البنا وصعدْنا معَه ولقيْنا من المشقة حتى وصلنا إلى قوم كأنهم من طول ما احتُبسوا في هذا المكان فيهم من الإنس جفوة، وجعل الأستاذ الإمام- طيَّب الله ثراه ورضي عنه وأرضاه في الجنة- يؤنس من وحشتهم ويرقِّق من طباعهم ويدعوهم إلى كلمة الله وكتاب الله وسنة رسول الله!!
    وتحت شجرة قليلة الرَّواء كأنها أسِنَت قبل الأوان من كثرة ما ظمِئَت قال آخر: هنا نزلنا من الأوتوبيس نقصِد إحدى القرى، ونظرت فإذا لحية الأستاذ الإمام قد صارت بيضاء مما علاها من التراب، وملابسه قد اختفى لونها لِما غَشِيَها لا أقول من وعثاء السفر فالوعثاء شيء قليل، وفتحنا الشنطة وأخرجنا منها الفرشاة وجعلنا نزيل الغبرة التي لحقتنا ونصلح من هندامنا، ثم مضينا إلى القرية ندعو أهلها إلى كلمة الله وكتاب الله وسنة رسول الله.
    ثم وصلنا إلى إحدى المحطَّات ولعلَّها (إدفو) فقال آخر: إن الأستاذ الإمام بات على كرسي أمام هذه الخمَّارة، وذلك أن أحد الأشخاص دعَاه لافتتاح شُعبة، فكتب إليه بأنه حاضر في قطار كذا، وكأن الخطاب لم يصله ولم يجد في المكان من الأيقاظ إلا صاحب الحانة يهمُّ بإغلاقها فرقَّ له وأعطاه كرسيًّا يبيت عليه حتى الصباح وأغلق حانتَه وانصرف، وفي الصباح ذهب الأستاذ إلى القرية يدعو أهلها إلى كلمة الله وكتاب الله وسنة رسول الله.
    وانتقلنا إلى الوجه البحري، وجبنا قرى إحدى المديريات في أسبوع، فما وجدنا قريةً إلا وصل إليها الأستاذ على غير ما وصلنا، فقد وصلنا في سيارات تنقلنا من مكان إلى مكان نختصر الوقت ونقرِّب المسافات، ومهما لقينا في ذلك من مشقة فإنها لا تقاس بالمشقة التي لقيها الأستاذ الإمام؛ حيث كان يصل إلى هذه القرى سيرًا على الأقدام أو يركب الدوابّ، قرى سحيقة بعيدة عن العمران، نسِيَها الناس ونسيتها الحكومات حتى طاف بها طائفٌ من رحمة الله ونورِه، فدعاها الداعيةُ إلى كلمة الله وكتاب الله وسنة رسول الله" (الدعوة- سنة 3- عدد 104- 10/ 2/ 1953).
    ثانيًا: شباب الإخوان ونشر الدعوة في أنحاء مصر
    ولم تقتصر هذه الحركة الدعوية على الأستاذ البنا وحده، وإنما أعدَّ شبابَ دعوته ورجالَها ليكونوا دعاةً مجاهدين، يجوبون أنحاء مصر نشرًا للدعوة وتبشيرًا بالفكرة:
    يقول جيمس هيوارث دين في كتابه: (التيارات الدينية والسياسية في مصر): "كان حسن البنا يتخيَّر طلبة العلوم الدينية الذين درسوا دراسةً جادَّةً القرآنَ الكريمَ واللغةَ العربيةَ والخَطابةَ وأصولَ الفقه، والذين لم تدنس عقولَهم المفاهيمَ الغربيةَ وطريقةَ الغرب في التفكير، وكان معظم هؤلاء من صغار السنِّ الذين يمتلئون حماسة القيام بأي أعمال خارقة تتطلب التضحية والجرأة، وكان ميدان عملهم المساجد؛ حيث يواظبون على الصلاة فيها في كل الأوقات وخاصةً يوم الجمعة، فإذا فرغ الناس من الصلاة توزَّع هؤلاء الدعاة الشباب بينهم؛ ليعقدوا لهم حلقاتٍ متفرقةً يحدثونهم عن الإسلام ثم عن دعوة الإخوان المسلمين وأهدافها الدينية والسياسية، وأحيانًا يتحدثون لهم عن قضية سياسية تشغل الناس أو عن بعض الرذائل التي تنتشر بين الناس، كالمخدرات والخمور والدعارة، ويحثُّونهم على التصدي لهذه الرذائل من خلال الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين" (الإخوان المسلمون في كتابات الغربيين- زياد أبو غنيمة- ص 12).
    ويضيف قائلاً: "وكان حسن البنا ذكيًّا في اختيار بعض المناسبات الدينية أو الوطنية ليوجِّه هؤلاء الدعاة الشباب لاستقطاب الجماهير وعندما تنشب أزمات وطنية، وكان يوجِّههم لاستغلال مواهبهم الخطابية والدعائية لإثارة المصلين ضد بريطانيا وعملائها في مصر، أو ضد اليهود في فلسطين وفي مصر، وكان البنا يجنِّد هؤلاء الدعاة الشباب ليجوبوا أرجاءَ مصر في الحَرِّ اللاهب ليجمعوا التبرعات للفدائيين في فلسطين، بعد أن يخطبوا في المصلين خطبًا ناريةً ضد الإنجليز واليهود" (الإخوان المسلمون في كتابات الغربيين- زياد أبو غنيمة- ص 13).
    وهذه بعض النماذج العملية من حركة دعاة الإخوان:
    1- بعثة الصيف للإخوان المسلمين إلى الأحبة في الريف الجميل (1936): "رأى المكتب العام للإخوان المسلمين في هذا العام أن يختار وفدًا من رجال الجامعتين الأزهرية والمصرية ليقتسم بلدان القطر ويطوف فيها ويقوم بواجب الدعوة إلى الله ونشر الخير والتهذيب بين المواطنين الكرام من إخواننا المحبوبين، فتكوَّنت لذلك لجانٌ عشرٌ ستزاول مهمتها على التقسيم الوارد بعد هذا إن شاء الله.. رجاؤنا إلى حضرات الإخوان ونقبائهم أن يسهِّلوا لإخوانهم مهمتَهم، وأن يُعينوهم في غايتهم التي هي غاية الجميع، وأن يمدوهم بالإرشادات اللازمة التي تساعدهم على نجاح الغرض الذي هاجروا من أجله، وهي هجرة في الله نرجو أن تكون لهم أجرًا وللدعوة نشرًا وللبلد خيرًا إن شاء الله" (جريدة الإخوان- س 4- عدد 10- 26 ربيع أول 1355- 16/6/1936).
    وكان لهذه البعثات الدعوية الصيفية نتائجُ موفَّقة وآثارٌ طيبة أشارت إليها جريدة الإخوان، وهذه نماذج منها:
    "في البحيرة: لاقت الدعوة التي قام بها أعضاء بعثة الإخوان المسلمين في مديرية البحيرة تربةً خصبةً، فآتت أكلها وأينعت ثمراتها، وتألفت على أثر ذلك رابطة الإخوان بناحية فليشان بحيرة، وفي السماعنة: اجتمع لفيف كبير من أعيان بلدة السماعنة مركز فاقوس شرقية بمنزل حضرة الأخ سيد أحمد أفندي عبد الكريم مساء الجمعة الموافق 21 ربيع الثاني وكوَّنوا شعبةً لجمعية الإخوان بها، وقد اقتنعوا بما شرحه لهم من أغراض الجمعية ومقاصدها حضرة محمد أفندي عبد العزيز خاطر، وفي كوم أمبو: تألَّفت شعبةٌ للجمعية في كوم أمبو على أثر الدعاية التي قام بها حضرة مندوب الجمعية الشيخ محمد البدر، وقد تألفت من سبع وعشرين عضوًا كلهم من أهل الفضل وأعيان البلاد ووجوهها وتجارها، وفي مديرية الغربية: جاءنا من حضرتي مندوبي بعثة الجمعية في مديرية الغربية حمدي أفندي الجريسي ومحمد أفندي زكي صالح أنهما وصلا إلى قويسنا وبثَّا فيها الدعوة للجمعية وقابلا فيها حضرتي محمود أفندي الطوري ابن عمدتها والموظف بمجلس قروي منشية صبري في قويسنا، وهذان الإخوان قد عاهدا الله على تكوين شعبة للإخوان" (جريدة الإخوان- س 4- عدد 16 28/ 7/ 1936).
    2- استمرار نشاط شعب وأفراد الإخوان في نشر الدعوة:
    واستمر هذا النشاط الدعوي من الإخوان أفرادًا وشعبًا، واجتهدوا في نشر الدعوة في أنحاء البلاد، مما حدا بمكتب الإرشاد للجماعة أن يُحيي ذلك النشاط وينشر بيانًا تحت عنوان (الدعوة في الريف وواجب الشعب المركزية نحوها) جاء فيه: "أخذ كثيرٌ من شعب الإخوان المركزية بنشر الدعوة في الريف في رحلات أسبوعية يوم الجمعة، وأتَت هذه الخطة بأبرك الثمرات، ومن هذه الشعب النشطة شعبة طنطا وبنها وزفتى وأسيوط والزقازيق والقطاوية وأبو حماد؛ إذ صار لكل منها شعب كثيرة استجابت للدعوة بندائها وزياراتها؛ لهذا يحث المكتبُ جميعَ الشعب المركزية على سلوك هذه الخطة وزيارة الضواحي والقرى يوم الجمعة على الأقل لنشر الدعوة، والمكتب على استعداد بموافاتهم بالمطبوعات والقوانين اللازمة والاتصال بهذه الشُّعَب بعد تكوينها وزيارتها كذلك والله المستعان، والمكتب في انتظار مجهود الدوائر المركزية في هذه السبيل، وفَّق الله الجميع للخير" السكرتارية (مجلة النذير- سنة 2- عدد 17).
    وتجاوبت شعب الإخوان مع ذلك التوجيه، وهذه بعض ثمرات الحركة والنشاط:
    "في الصف: لا تزال جمعية الصف تزاول نشاطها في بث الدعاية وتأليف الشُّعَب، وقد سافر مندوب الشعبة إلى بلدتي منية الرقة وكفر قنديل، وعلى أثر ذلك تأسست شعبة برئاسة الأخ الفاضل عبد المحسن سليمان أفندي، وكذلك اجتمع مندوبو الشعبة المركزية بأعيان وأهالي بلدة الكداية فقاموا بتأسيس شعبة من كثير من فضلاء البلد، وقد اختير فضيلة الشيخ جمعة عبد الصمد نائبًا لها" (مجلة النذير- س 2- ع 33- 25 شعبان 1358= 2/ 10/ 1939).
    "وقامت شُعبة بنها بزيارات إلى قرية بلتان فتأسست بها شعبةٌ، كما قاموا بزيارة كل من محطة قليوب وكوم أشفين وطحلة فتأسَّست شعب للإخوان في كوم أشفين وطحلة" (التعارف- س 5- ع 28).
    الدروس والمحاضرات:
    كانت الدروس والمحاضرات من الوسائل الدعوية المهمة التي أخذ بها الإمام البنا ودعاة الإخوان، فكانت هناك الدروس والمحاضرات الأسبوعية المنتظمة في المركز العام، فكان للأستاذ البنا درسٌ أسبوعيٌّ ثابتٌ كل يوم ثلاثاء بالمركز العام للإخوان بالقاهرة، وهو ما عُرف فيما بعد بـ(حديث الثلاثاء)، كما كان له درس آخر خصَّصه لطلاب الجامعات والمدارس وسُمِّي بـ(حديث الخميس) (مجلة النذير- س 2- عدد 42- 18/ 12/ 1939).
    وكذلك كانت هناك الدروس والمحاضرات المنتظمة في شعب الإخوان المختلفة، ‌وهذا نموذجٌ لما نشرته جريدة (الإخوان) المسلمين الأسبوعية تحت عنوان (المحاضرات في جمعية الإخوان المسلمين): "تُلقى المحاضرات أسبوعيًّا بفرع شبرا بالقاهرة كل يوم سبت ليلة الأحد بعد صلاة العشاء بنادي الجمعية بشارع أبو طلبة نمرة 6، وبعد صلاة العشاء بفرع بولاق بالقاهرة كل يوم أحد ليلة الإثنين بمقر الجمعية بزاوية شركس، وتُلقى بفرع بورسعيد كل يوم خميس ليلة الجمعة بنادي الجمعية بشارع توفيق، وتُلقى بأبي صوير يوم السبت ليلة الأحد كذلك بنادي الجمعية بجزار المسجد، وستكون محاضرة هذا الأسبوع "الحسد ومضارُّه" يقوم بإلقائها الأستاذ الشيخ عبد الله سليم نائب الإخوان، كما سيقوم حضرات وعَّاظ الجمعية بالقاهرة بدروسهم الوعظية هذا الأسبوع إن شاء الله بمساجد الخازندار بشبرا والكخيا والجوهري بالسكة الحديد" (جريدة الإخوان- س 1- عدد 20- 12 شعبان 1352= 30/ 11/ 1933) (وثيقة).
    كما كان يقوم الأستاذ البنا ودعاة الإخوان بإلقاء الدروس والمحاضرات في المساجد والأندية المختلفة في أنحاء القاهرة وسائر أنحاء البلاد، ومن ذلك ما نشرته جريدة الإخوان المسلمين: "سوف يقوم فضيلة الأستاذ حسن أفندي البنا المرشد العام للإخوان المسلمين بإلقاء محاضرة بمسجد فاضل باشا بدرب الجماميز، كما يلقي الأستاذ الشيخ مصطفى الطير- نائب الإخوان المسلمين بالقاهرة- خطبة الجمعة ويعِظ الناس بعد الصلاة بمسجد إسماعيل بك بركات بشارع ذو الفقار بروض الفرج، وأيضًا يحاضر الناس يعد صلاة الجمعة حضرة الأستاذ عبد الرحمن أفندي الساعاتي في موضوع (حضارة الإسلام) بمسجد الشعراني بباب الشعرية" (جريدة الإخوان- س 1- عدد 20- 30/ 11/ 1933).
    3- الاحتفال بالمناسبات الإسلامية:
    ومن الوسائل التي اتبعها الأستاذ البنا ودعاة الإخوان في دعوتهم إحياء المناسبات الإسلامية، وتذكير الناس بتاريخ الإسلام وسيرة رسوله وصحابته، واستغلال تلك المناسبات في دعوة الناس إلى العودة للالتزام بمبادئ الإسلام والمحافظة على العبادات والتخلق بالأخلاق الإسلامية، والارتباط بالفكرة الإسلامية ودعاتها، ونبذ التقليد الأعمى للغرب وحضارته..
    فذكرى الهجرة: (النذير: س2 ع 2).
    ذكرى المولد: (النذير: س2 ع 12).
    ذكرى الإسراء والمعراج: (النذير: س 1 ع 19).
    شهر رمضان: (النذير: س 1 ع 25).
    غزوة بدر: (النذير: س 2 ع 38).
    4- دعاة الإخوان وفريضة الصلاة:
    ومن الأمثلة الجيدة للحركة الدعوية الإخوانية ما قامت به شعب الإخوان في أنحاء البلاد من تبنِّي حملات ناجحة للدعوة إلى القيام بفريضة الصلاة والمحافظة عليها بالمساجد، وإيقاظ النائمين لصلاة الفجر، والدعوة لأداء صلاة الجمعة وعدم التخلف عنها أو الانشغال بالعمل والتجارة عن أدائها: نشرت مجلة (جريدة الإخوان المسلمين) نداءً وجهته شعبة الإخوان بالسويس بخصوص صلاة الجمعة، ومما جاء فيه: "أيها المسلمون: اجعلوا وقت الجمعة للآخرة، وكفُّوا فيه عن الاشتغال بالدنيا، واعلموا أن كل مكسبٍ مهما عظُم ساعة صلاة الجمعة فهو مكسب حرام لا بركةَ فيه، واعتقِدوا أنكم أمام الملك الجبار ستُحاسبون، وأن ما تتنعَّمون به عنه ستسألون" (جريدة الإخوان المسلمون- سنة 3 عدد 2).
    وطبعت شعبة طنطا نشرةً باسم صيحة الجمعة يدعو الناس وتحثُّهم على المحافظة على الشعائر الدينية عامةً، وخاصةً صلاة الجمعة (مجلة الإخوان المسلمين- سنة 1- عدد 3- 26/ 9/ 1942)، وأحدثت شعبة المحلة الكبرى وسيلةً مبتكرةً؛ حيث جهَّزتْ سيارةً بالمذياع لتجوب أنحاء المدينة كل يوم جمعة تدعو التجار وعموم الناس إلى إغلاق متاجرهم وقت الصلاة (مجلة الإخوان المسلمين- سنة 1- عدد 10- 9/ 1/ 1943)، وقام إخوان الإسكندرية بالمرور قبل صلاة الفجر وبعدها لتنبيه النائمين إلى الصلاة؛ مما كان له أبدع الأثر في نفوس الأهالي (مجلة الإخوان المسلمين- سنة 3- عدد 55- 17/ 3/ 1945).
    5- الإخوان ودعوة غير المسلمين:
    وما كان الإخوان الدعاة ليتركوا أي فرصة تسنح لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، فها هي طائفة المنبوذين بالهند يقرر 70 مليون منهم ترك الهندوكية والبحث عن دين آخر يؤمنون به، فيكتب الأستاذ البنا إلى شيخ الأزهر خطابًا يستصرخه ألا يضيع الأزهر هذه الفرصة السانحة، فيتصل بهؤلاء ويدعوهم إلى دين الله العظيم، ويحذِّر من مغبة التكاسل أو التفريط في أداء هذا الواجب الخطير (جريدة الإخوان المسلمون الأسبوعية- سنة 4- عدد 11)، ومن الطريف أن نجل الزعيم الهندي غاندي قد اعتنق الإسلام وتسمى باسم عبد الله، وكانت له مع الأستاذ البنا صلاتٌ ومراسلاتٌ، وأرسل له الإمام البنا خطابًا مفتوحًا على صفحات (جريدة الإخوان المسلمين) الأسبوعية زوَّده فيه بنفحات غالية من النصائح والتوجيهات (جريدة الإخوان المسلمون الأسبوعية- سنة 4- عدد 15).
    همس الروح
    همس الروح
     
     


    الهوايــة : حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر Sports10
    الـمهنـة : حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر Studen10
    الــمزاج : حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر Pi-ca-27
    الـبـلـد : حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر Egypt110
    الأوسمة : الأوسمة
    احترام القوانين : احترام القوانين
    تاريخ التسجيل : 05/05/2010
    عدد المساهمات : 711
    عدد النقاط : 52272

    حوار رد: حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر

    مُساهمة من طرف همس الروح الإثنين يونيو 21, 2010 5:20 pm

    حلقات من انجازات الاخوان المسلمون فى مصر 44444
    ثانيًا: في ميدان التربية
    أثر التربية الإخوانية في أفراد الأمة
    انتسب إلى هذه الدعوة نصف مليون من الشباب والرجال!! فهل اكتفت قيادة الجماعة بانتسابهم وتباهت بكثرتهم؟ هل اكتفت بتجميعهم والتظاهر بهم؟ هل اكتفت باستنفاد طاقاتهم في أعمالها السياسية والحركية؟ أم ماذا كان دورها مع هذه الجموع التي أسلمت لها قيادها؟
    يقول الأستاذ البنا- في خطابه بالمؤتمر الخامس للإخوان المسلمين عام 1939-: "تميَّزت دعوة الإخوان بخصائص خالفَت فيها كثيرًا من الدعوات التي عاصرتها، ومن هذه الخصائص العناية بالتكوين والتدرج في الخطوات، وتحدث عن التكوين والتدرج في الخطوات عند الإخوان المسلمين فقال: "كل دعوة لا بد لها من مراحل ثلاث: مرحلة الدعاية والتعريف والتبشير بالفكرة وإيصالها إلى الجماهير من طبقات الشعب، ثم مرحلة التكوين وتخيُّر الأنصار وإعداد الجنود وتعبئة الصفوف من بين هؤلاء المدعوين، ثم بعد ذلك كله مرحلة التنفيذ والعمل والإنتاج.. وفي حدود هذه المراحل سارت دعوتنا ولا تزال تسير".
    وقد أخذت الجماعة بوسائل متعددة للتربية وتكوين الأفراد، نشير إلى أهمها فيما يلي:
    أولاً: الأسرة
    الأسرة عند الإخوان المسلمين هي اللبنة الأولى في بناء الجماعة وتكوينها، كما أنها أساس التكوين للأفراد، وأمثل الأساليب لتربية الفرد تربيةً متكاملةً، تتناول كل جوانب شخصيته، وتصوغ هذه الشخصية صياغةًً إسلاميةً وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
    ثانيًا: الكتائب
    والكتيبة تعني أسلوبًا خاصًّا في تربية مجموعة من الإخوان، يقوم هذا الأسلوب على تربية الروح، وترقيق القلب، وتزكية النفس، وتعويد البدن والجوارح على الاستجابة للعبادة بعامة وللتهجد والذكر والتدبر والفكر بصفة خاصة.
    ثالثًا: الرحلات
    وللرحلات كوسيلة تربوية عند الإخوان أهدافٌ متعددةٌ يمكن أن نشير إليها فيما يلي:
    - التريض وما يترتب عليه من تقوية البدن، وكذلك الترويح عن النفس.
    - توثيق العلاقة بين الأفراد وتعميق الارتباط بينهم.
    - تدريب الأفراد على الاعتماد على النفس وحسن التصرف وتحمل المشاق والنظام الانضباط.
    - التربية على الجماعية في العمل والتنفيذ والمشاركة والتعاون في تنفيذ الأعمال.
    - تدريب الأفراد على القيادة وتحمل المسئوليات.
    - الخبرات العملية بالأماكن وجغرافية البلاد وأحوال المجتمع.
    رابعًا: المعسكرات
    وهي من أهم وسائل التربية عند الإخوان المسلمين، ومن الأهداف التربوية للمعسكرات:
    1- صبغ حياة الفرد بصبغة إسلامية خالية من الشوائب على مدى اليوم كله ليله ونهاره، لفترة تشتمل على عدد من الأيام أو الأسابيع؛ ليتشرَّب السلوكيات الإسلامية والآداب القرآنية.
    2- تعويد المشاركين في المعسكر على ممارسة الحياة العسكرية الخَشِِنَة، والتدرب على ممارسة الجندية بكل معطياتها من طاعة ونظام وتحمُّل وانضباط والتزام.
    3- التدريب على كثير من الأعمال الحركية كالحراسة والأمن والإدارة العملية للأفراد والأعمال والتصرف الفوري لمواجهة المواقف والأحداث.
    4- التدرب على التفرغ الكلي للدعوة مدةً معينةً والانقطاع عن المشاغل الحياتية المعتادة.
    5- التدرب على تحمل المسئوليات العملية والتعرف على أعبائها وواجباتها.
    خامسًا: المؤتمرات
    ومما يميِّز المؤتمر عن سائر وسائل التربية:
    1- أنه يضمُّ حشدًا كبيرًا من المشاركين في الدراسة، أعدَّ كلٌّ منهم نفسَه للمشاركة في المؤتمر ببحث أو دراسة جيدة في الموضوع المعروض في المؤتمر، كما أنه يضمُّ حشدًا كبيرًا من الحاضرين المدعوين للاستماع والاستفادة، ويُتيح لهم فرصةً جيدةً للاشتراك في المناقشة والحوار.
    2- أن المؤتمر يركِّز بعمق ودقة على تنمية الجانب الفكري والثقافي لدى الحاضرين للمؤتمر، وتنمية الوعي السياسي وتعميق المعرفة السياسية لديهم تجاه القضايا المطروحة، وواضح ما لهذه الجوانب من أهمية في شخصية مَن يتصدى للعمل الإسلامي.
    3- أن المؤتمر يهدف كذلك إلى تنبيه الرأي العام وتوعيته لمطالبه المشروعة في القضايا المختلفة، وقد حَفَل تاريخ الجماعة بالكثير من المؤتمرات العامة والنوعية في العاصمة والأقاليم.
    آثار التربية الإخوانية:
    هذه نبذةٌ موجزةٌ عن التربية ووسائلها وما أخَذت به الجماعة منها، فكيف كانت الآثار والنتائج؟!
    يحدثك أحد أفراد أسرة إخوانية فيقول:
    "لقد أنشأت هذه الأسرة فيما بيننا من الحب والعاطفة ما زلت أحسُّه حتى الآن، وبعد أن انقضى على ذلك قرابة خمسة وثلاثين عامًا، ولو أقسم علي أحدهم بهذا الإخاء لأبررته" (النقط فوق الحروف- أحمد عادل كمال- ص 73).
    ويتلوه أحد أفراد كتيبة إخوانية فيقول:
    "كنت أشعر مع نهاية كل كتيبة أنني ولدت من جديد، وهذا الشعور كان يشاركني فيه جميع زملائي، والذين عاشوا هذه الكتائب ما أظنهم ينسون أنهم قضوا أجمل أيام عمرهم.. كانت كتيبتنا تضم ثلاثين شابًّا من خيرة شباب الإخوان، ولو تتبعت تاريخ هؤلاء الرجال الآن وأين هم من المجتمع لاستوقفك الأمر كثيرًا" (حسن دوح- 25 عامًا في جماعة- ص 31).
    هذه هي انطباعات الأفراد والأعضاء والمشاركين، فماذا عن الآخرين؟!
    عن عبادتهم والتزامهم بدينهم يروي لك الكاتب الكبير طاهر العربي موقفًا عمليًّا حضره بنفسه فيقول:
    "قصد لفيف كبير من أعضاء جمعية الإخوان المسلمين مركز جمعية الاقتصاد السياسي لسماع محاضرة فضيلة الأستاذ الشيخ محمد سليمان عثارة "بأي شرع نحكم؟!" وكان عجيبًا أن يغفل الأستاذ المحاضر في رقعة الدعوة ملاحظة وقت صلاة المغرب فيحدد لسماع محاضرته الساعة السادسة والربع مساءً أي وقت صلاة المغرب.
    وغصَّت قاعة الجمعية الاقتصادية بالمدعوين، وكان أكثرهم من الشيوخ رجال الدين وأئمة الشريعة، وما أدري- والله وحده أعلم بالسرائر- أكان يشغل بال هؤلاء الأئمة من رجال الدين أمرَ صلاة المغرب التي اتفقت الظروف السيئة أن تكون هي والمحاضرة في دقيقة واحدة.
    ولكن الذي أدريه وأفخر به ويسرني أن أُثبته هنا أني رأيت جمعًا كبيرًا من الشباب المثقف- شباب جمعية الإخوان المسلمين- قد اصطفوا في إحدى قاعات الجمعية وأذَّن شابٌّ منهم أن حي على الصلاة حي على الفلاح، وسرعان ما هرول هؤلاء الشيوخ جميعًا إلى القاعة وفي مقدمتهم الأستاذ المحاضر، وقد بدَت على وجوههم جميعًا آياتُ الدهشة والإعجاب، وتساءلوا وهم يرددون: ما شاء الله ما شاء الله.. من عساهم يكونون هؤلاء الشبان؟!
    على أنني وقد شاهدت هذا المنظر الرائع لم أتمالك أن أكفكف عبراتي سرورًا وابتهاجًا ولساني يردد حقًّا إن الإسلام غريبٌ في بلاده، وكيف لا يكون غريبًا في بلاده وقد عجب شيوخ الإسلام وأئمة رجاله أن يروا فريقًا من الشباب يؤدون الصلاة ويدعونهم إليها" (مجلة جريدة الإخوان المسلمين- س 4-عدد 1).
    وعن أخلاقهم وسلوكهم يحدثك أساتذتهم بالمدارس والجامعات، فيقول د. أحمد الحوفي الأستاذ بكلية دار العلوم: "درَّست بالمدرسة السعيدية ست سنوات وبكلية دار العلوم خمسًا، شهدت فيهن عن كثب وتجربة ويقين عِظَم أثر الشهيد في مريديه من الطلاب.. جرأة في الحق، واستقامة في الخلق، واعتزاز بالدين، وجدّ في الدرس، ورجولةٌ مبكرة، وثقافة إسلامية متنورة، ومقدرة بيانية واعية".
    ويوافقه د. عثمان خليل عميد كلية الحقوق بجامعة عين شمس فيقول: "وقد كان مريدوه من طلبتي خير عنوان لرسالته، فقد ازدادت معرفتي به في أشخاصهم، وازددت تقديرًا لجهاده بما خلفته تعاليمه فيهم من قوة الإيمان وكمال الرجولة وقويم الخلق".
    وفي المؤتمر الختامي لطلاب الإخوان المسلمين بالمركز العام وقف الأستاذ سيد قطب بعدما رأى هذه الجموع الحاشدة من الطلاب وقال: "ما أثر التربية الإسلامية في تكوين الشباب؟ هو أنتم أثرها، هو أن تُحيل ذلك الحطام الآدمي إلى شباب مثلكم، شباب متماسك قوي خَشِن مكافح مؤمن، باع نفسه لله، فأنتم المدلول الحي للتربية الإسلامية، أنتم كلمة الله لأن المسلم الحي هو كلمة الله في الأرض، لنرجع عشرين عامًا إلى الوراء لنرى كيف كان الشباب مائعًا مستهترًا، لقد شهدت شبابًّا يُحمِّر خديه وشفتيه سنة 1920، فمن هذا الحطام الآدمي كوَّن الإسلام أبطالاً هم أنتم، لقد استطاعت التربية الإسلامية أن تخلق جيلاً لا يستحي من الإسلام كما كان يستحي الجيل الذي قبله، واستطاعت التربية الإسلامية في جملةً واحدةً أن تفسد على الاستعمار ما تعب في عمله طويلاً، وقالت لدنلوب: "منذ اليوم لن تستطيعوا استعبادنا".
    لقد خطر لنا في سنة 1920 أن نكوِّن رابطةً للطلاب المسلمين، فسخِرَ بنا رئيس الحكومة وزعماء الأحزاب آنذاك، وقالوا لو كانت تحمل اسم الطلاب "العرب" مثلاً لكانت "مبلوعة".. أما اليوم فلم تعد الدعوة إلى الإسلام سخرية.
    وبعد ربع قرن يأتي د. أحمد شلبي صاحب موسوعة التاريخ الإسلامي فيُدلي بشهادة مؤرخ متخصص وفي نفس الوقت مراقب للأحداث ومعايش للمجتمع فيقول: "إن هذه الجماعة لعبت دورًا إسلاميًّا رائعًا في حياة الصبيان والشباب والرجال، وغرست أخلاق الإسلام في الملايين، وجعلت الانتساب للإسلام مفخرةً يعتز بها الكثيرون، ودفعت إلى المكاتب والمصانع والوظائف جماعاتٍ تعرف اللهَ وتخافه، وبالتالي تنتج بجد، وتعمل دون رقيب من الناس ولا تمتد لها الشبهات ولا يمسها الانحراف، وكانت كلمة "من الإخوان المسلمين" طابعًا للتنزه عن الصغائر، والبُعد عن الرشوة وعن الإهمال، والحرص على أداء الواجب، وحيثما رأيت الآن رجلاً يبرز به هذا الطابع فاعرف أنه غالبًا كان منتسبًا إلى جماعة الإخوان المسلمين" (موسوعة التاريخ الإسلامي: ج 9).
    وحق لزجَّالهم البارع عبد الحميد غالي أن يقول:
    "لو حد فينا غلط واللا شتم إنسان أو انحرف عن طريق العدل والإحسان
    الناس يقولوا يا راجل دا انت من الإخوان سيرتنا كانت عسل تحلا لكل لسان"
    وتأتي شهادات الباحثين الأجانب عن أثر التربية الإخوانية في المجتمع مؤكدةً ومصدقةً لما سبق من شهادات وآراء، وهم أبعد ما يكونون عن المجاملة أو غلبة العواطف بل هم إلى التحامل أقرب:
    ففي بحث بعنوان "حركة الشبيبة الإسلامية والصناعة الأدبية الحالية في مصر" أشارت الدكتورة كاري ردزنيسكي الباحثة في جامعة هارفارد الأمريكية إلى أن الإمام البنا استطاع أن ينتشل الآلاف من شباب مصر من المقاهي ومواخير المخدرات والمسكرات؛ ليصنع منهم دعاةً للإسلام، ويحولهم من حالة الضياع إلى قوة شبابية تخوض غمار السياسة مزاحمةً أقوى الأحزاب العريقة في مصر".
    وفي بحث بعنوان (الإخوان المسلمون في التراث الشعبي المصري) يقول الدكتور ديفيد كومونز الأستاذ في جامعة ويكنسون الأمريكية: "إن الإمام البنا أعطى للشباب المصري الذي كان غارقًا في الإدمان على المخدرات والخمور معنى جديدًا للحياة من خلال العلم الذي كانوا ينهلونه من خلال اجتماعات الجماعة ومن خلال قراءتهم لرسائل الإمام البنا، كما أنه استطاع أن يُعيد اندماج هذا الشباب الخامل الكسول في المجتمع المصري ليكون شعلةَ نشاط في العمل الإسلامي".

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 1:53 am