الدكتورة سعاد صالح مع السيد البدوي رئيس حزب الوفد |
سببا في اقصاء منير فخري عبد النور من منصبه سكرتيرا عاما للوفد؟ وهل يقدم
الوفد نفسه لاول مرة كحزب يضع الدين جزءا من برنامجه السياسي؟هذه
الاسئلة سببها الواقعة التي حدثت الاسبوع الماضي ، عندما انتقد منير فخرى
عبد النور، سكرتير عام حزب الوفد، ما يتضمنه الخطاب الدينى للدكتورة سعاد
صالح والتى انضمت مجددا إلى الحزب خلال ندواتها الدينية التى تلقيها داخل
الوفد.وقال فخري أن هذا الخطاب يتعارض مع القواعد والثوابت التى أسس
عليها حزب الوفد، موضحا أن هذا الأمر يحتاج إلى مراجعة مرة أخرى مع د.سعاد
صالح، رافضا أن يتم مراجعة هذا الأمر مع البدوى، لأنه لم يكن طرف به.بل زاد فخري عبد النور على ذلك بقوله لاحدى الصحف أن الحزب سيقيل الدكتورة سعاد صالح اذا استمرت في القاء دروسها الدينية.وقال
عبد النور أنه يجب علينا وضع شروط للقبول داخل الحزب ، وترتكز على الإيمان
بثوابت الوفد التاريخية التي تنادى بسيادة الأمة وتدعيم الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية .
لكن
ماذا فعلت الدكتورة سعاد صالح ...المعروف أنها انضمت الى حزب الوفد بعد
أقل من شهر على نجاح الدكتور السيد البدوي في اقتناص منصب رئيس الحزب من
محمود أباظة ، وبعد انضمامها للحزب بحوالي اسبوع اقترحت على الدكتور البدوي
تقديم ندوات دينية في الحزب ، وفي إحدى الندوات تحدثت عن الاقباط وقالت أن
الاسلام هو أساس كل شيء وأنه لا ولاية للاقباط ، وأعقب ذلك تهديد أكثر من
200 عضو بالوفد بالاستقالة وأغلبهم من الاقباط .
لكن المفاجأة
الحقيقية كانت في رد فعل الدكتور السيد البدوي ، فلا هو منع ندوات الدكتورة
سعاد صالح استاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر ، ولا عاقبها على ما قالته
في الندوات ، بل أجرت صحيفة الوفد حوارا معها لم تنفي فيه ما قالته أو
تكذبه ، بل قالت أيضا أن الإسلام أساس كل شىء سواء سياسة أو اقتصاد أو
غيرهما من المجالات .
والحقيقة أن ماحدث يتفق تماما مع السيناريو
الذي طرحناه في موضوع سابق ، حيث يعتزم الوفد أن يقدم نفسه بديلا للبرادعي
وبديلا للاخوان ، مما يعني أنه قد يقدم بعض التنازلات التي تقربه من تحقيق
ذلك الحلم والحصول على 20 مقعدا بمجلس الشعب كما وعد البدوي فور توليه
رئاسة الحزب .
واول هذه التنازلات هي التضحية بعبد النور من منصبه وهو بذلك يضرب عصفورين بحجر ، حيث كان عبد النور من أشد المؤيدين لاباظة خلال الانتخابات وتبادل هو والبدوي تراشقات لفظية على صفحات الجرائد خلال الانتخابات.
وكان من الصعب اقالته بعد فوز البدوي حتى لا يساء فهم العهد الجديد للوفد ، ولكي لا يقال على البدوي أنه يريد التخلص من رجال أباظة.
لكن تعيين محمد شردي متحدثا رسميا للحزب وهو من صلاحيات عبد النور ، كشف عن نية مبيتة للتخلص منه.
نقطة
أخرى ربما تفسر الامر بعض الشيء ، وهي أن الحزب قدم مساعدات باسمه لغزة ،
وكان اللافت للنظر أنه تم رفع الصليب من شعار الوفد وإبقاء الهلال فقط ،
وهو ما يفسر التوجه الجديد للوفد .
By: NagehZoom