من طرف يستعد رئيس وزراء اليونان جورج باباندريو لزيارة مصر لإجراء محادثات مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك، في الوقت الذي أجمعت فيه الردود الدولية على الاحتجاجات المستمرة منذ 12 يوما في مصر المطالبة برحيل مبارك، على ضرورة بدء انتقال سلمي للسلطة.
وأعلن باباندريو في وقت متأخر أمس الجمعة أنه سيقوم بزيارة للقاهرة غدا الأحد لإجراء محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك، مؤكدا الوقوف "إلى جانب الشعب المصري".
وقال باباندريو إن قرار السفر إلى القاهرة جاء عقب النقاشات التي تمت عبر الهاتف مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف، كي ينقل الرسالة التي عبر عنها الاتحاد الأوروبي والحكومة اليونانية.
وفي بيان مشترك حث قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا من بروكسل على انتقال سريع للسلطة وإقامة حكومة تمثل طيفا واسعا من المكونات السياسية، ودانوا "كل أولئك الذين يشجعون العنف".
وحذّر رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون النظام المصري الجمعة من فقدان أي مصداقية متبقية ودعم في عيون العالم الذي يراقب، في حال استمرار أعمال العنف التي ترعاها الدولة أو استئجار البلطجية لضرب المتظاهرين.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية ماوريتسيو ماساري أن بلاده تصر على الانتقال السلمي للسلطة في مصر بأسرع وقت ممكن، على أن يكون بشكل منظم لتلبية مطالب الديمقراطية والانفتاح في المجتمع والمعارضة المدنية، مؤكدا رفض جميع أشكال العنف.
كما طالب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في ميونيخ بوقف العنف وخاصة ضد الصحافة في مصر وبمراعاة حقوق الإنسان وحرية التجمع، وقال إن هذا ما قاله لنظيره المصري في مكالمة هاتفية أمس.
حماية الصحفيين
ودعت وزارة الخارجية الروسية أمس كافة أطراف النزاع في مصر إلى تأمين فوري لأمن الصحفيين الأجانب الذين يغطون الاضطراب الحاصل في البلاد، مؤكدة أن ملاحقة مندوبي وسائل الإعلام أمر غير مقبول، وحثت على إنهاء العنف هناك والبدء في حل الأزمة الجارية.
وفي واشنطن قال السناتور الأميركي جون ماكين إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة إذا لم يتنح الرئيس المصري حسني مبارك ومن بينها قطع المساعدات الأميركية لمصر البالغة 1.5 مليار دولار.
وقال ماكين إن الوقت قد حان (لمبارك) كي ينظم انتقالاً للسلطة يشمل الجيش والعناصر المؤيدة للديمقراطية في حكومة انتقالية كي يكون لدينا انتخابات حرة وعادلة منفتحة، مشيرا إلى أن أفضل فرصة لأن تكون هناك حكومة داعمة للديمقراطية وليست إسلامية أصولية هي عملية (انتقال) مفتوحة وشفافة.
كما أدلى الزعيم الكوبي فيديل كاسترو بدلوه في انتقاد الوضع بمصر قائلا إن مصير مبارك تقرر ولن ينفع دعم الولايات المتحدة لإنقاذ حكومته.
ووصف كاسترو على مدونته شعب مصر بأنه شعب ذكي وله تاريخ مجيد ترك بصماته على الحضارة، واتهم الولايات المتحدة بأنها لم تتوقف عن التآمر ضد العالم العربي الذي يملك أكبر الاحتياطيات النفطية في العالم.
صالح ومبارك
على الجانب العربي الرسمي حث الرئيس اليمني على عبد الله صالح نظيره المصري حسني مبارك على البحث عن حلول سلمية للأزمة من شأنها عودة الهدوء والحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة في مصر.
وهذا الاتصال الهاتفي هو الثاني لصالح بمبارك منذ بدء المظاهرات الشعبية في مصر التي تطالب بإسقاط الرئيس المصري، إذ أجرى اتصالا يوم الأحد الماضي بمبارك أكد فيه دعمه للحكومة وللشعب المصري.
وفي سياق آخر قالت المتحدثة باسم البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة نهال سعد إن مصر أبلغت الأمم المتحدة باستيائها من الانتقادات العلنية التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للحكومة المصرية ومن دعوته إلى التغيير.
وكان بان قد دعا حسني مبارك هذا الأسبوع إلى اتخاذ "خطوات جريئة" للتصدي لمخاوف شعبه الذي خرج الآلاف منه إلى الشوارع مطالبين بالتغيير وحث حكومة مبارك على اعتبار المظاهرات "فرصة لبدء التعامل مع المخاوف المشروعة للشعب".
