الحب والعشق 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الحب والعشق 829894
ادارة المنتدي الحب والعشق 103798


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الحب والعشق 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الحب والعشق 829894
ادارة المنتدي الحب والعشق 103798

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


3 مشترك

    الحب والعشق

    همس الروح
    همس الروح
     
     


    الهوايــة : الحب والعشق Sports10
    الـمهنـة : الحب والعشق Studen10
    الــمزاج : الحب والعشق Pi-ca-27
    الـبـلـد : الحب والعشق Egypt110
    الأوسمة : الأوسمة
    احترام القوانين : احترام القوانين
    تاريخ التسجيل : 05/05/2010
    عدد المساهمات : 711
    عدد النقاط : 52292

    new1 الحب والعشق

    مُساهمة من طرف همس الروح الخميس يونيو 17, 2010 4:32 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحبّ والعشق


    الرغبة والحبّ ، هو الميل القلبي والباطني نحو المحبوب والمرغوب ، ويقابلهما البغض والكراهة.

    والحبّ في
    الإنسان تابع للقوّة الدرّاكة فيه ، وإدراكه باعتبار حواسّه الظاهرية
    والباطنية وقوّته العاقلة ، فيكون محبوبه حينئذ باعتبار ما يتلاءم مع نفسه
    ، وأ نّه تارةً باعتبار جسده ، فيتولّد منه الحبّ الحسّي والجسدي ، كحبّ
    النساء في إشباع الغريزة الجنسية ، واُخرى باعتبار ملاءمته للروح ،
    فيتولّد منه الحبّ الروحي كحبّ العلم والفن.


    فمدركات
    الإنسان الملائمة له تكون في الواقع هي أنواع محبوبيّته ، وإن أفرط في
    الحبّ وازداد حبّاً ، فإنّه يصل إلى درجة العشق ، فتكون المحبوبات
    معشوقاته ، وأقوى المدركات هي مدركات العقل ، فألذّ اللذائذ هي الإدراكات
    العقلية عند أهله ، وكلّما ازداد العقل وذلك بالعلم ولقاح المعرفة ، ازداد
    الحبّ ، حتّى يصل إلى درجة العشق ، وذلك عندما يدرك الإنسان جمال الشيء
    وحقيقته.


    والجمال إمّا أن يكون باطنياً أو يكون ظاهرياً ، فينقسم حينئذ إلى جمال ظاهري ، وجمال باطني.

    فمن الجمال الحسّي والظاهري الطيب والنساء ، ومن الجمال الباطني والروحي الصلاة.

    وقد ورد في الحديث النبويّ الشريف :

    اُحبّ من دنياكم ثلاث : الطيب ، والنساء ، وقرّة عيني الصلاة.

    وهذا يعني ما
    كان مقدّمة لقرّة العين وهي الصلاة ، وهي الجمال الباطني ، فإنّه يكون من
    الحبّ الممدوح ، فينقسم الحبّ باعتبار متعلّقاته إلى الحبّ الممدوح والحبّ
    المذموم ، كما ينقسم باعتبار مبادئه إلى أقسام ، كحبّ النفس وحبّ الغير ،
    وحبّ الإحسان والخير ، ثمّ الحبّ كلّي تشكيكي قابل للشدّة والضعف ،
    والزيادة والنقصان ، فله مراتب طولية وعرضيّة.


    ومن أجمل مصاديق الحبّ والعشق : هو حبّ الله ، وحبّ رسوله وأنبيائه وأوليائه ، وحبّ العقائد السليمة والصحيحة ، والأخلاق الممدوحة.

    ومن أقسام
    الحبّ ما يتمّ فيه المشاركة ، كحبّ الصبي للصبي ، والتاجر للتاجر ،
    باعتبار المشاركة في الوصف الظاهري من الصباوة والتجارة وما شابه ذلك ،
    وكلّما كان السبب أقوى كان الحبّ أشدّ وأقوى ، حتّى يصل إلى درجة العشق ،
    كما ذكرنا ذلك تكراراً لزيادة التقرير.


    وللإنسان غرائز
    عديدة ، من أهمّها ( غريزة الحبّ ) ، وكلّ موجود في حركته الجوهرية ـ كما
    عند صدر المتألهين ـ فيه قوّة الحبّ ، وإنّه عاشق لكماله المودوع في جبلته
    ووجوده ، فكلّ شيء يَسبحُ ويُسَبِّح بحمد ربّه ، ويتحرّك نحو كماله بدرك
    جمال المحبوب والمعشوق ، وكمال المحبوب والمعشوق هو الله سبحانه.


    ثمّ يتولّد من الحبّ الشوق ، ومن الشوق الوصال ، ومنه الاُنس ، ثمّ الفناء في المحبوب والمعشوق ، وهو كمال الحبّ والعشق.

    وقيل : الغريزة
    الجنسية بين الزوجين هي العشق الحيواني ، وهي الشهوة الجنسية التي في
    الحيوانات أيضاً ، ولكن في منطق القرآن الكريم إنّما العشق بين الزوجين
    عبارة عن المودّة والرحمة الإلهيّة :


    ( وَجَعَلَ بَـيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ).

    وهو العشق الإنساني.

    وأساس العشق هو
    حبّ الكمال ، وكلّ ممكن فيه الوجود ، فباعتبار وجوده ، يكون محبّاً
    وعاشقاً ليصل إلى كماله . وهو إمّا أن يكون طبيعياً ، كعشق الحجر الساقط
    ليصل إلى مكانه الطبيعي ، أو اختيارياً كعشق الإنسان لغيره.


    مراتب الحبّ :

    ثمّ للحبّ مراتب :

    أوّلها : الهوى ، وهو الميل الباطني نحو المحبوب.

    ثانيها : العلاقة ، وهو الحبّ الملازم للقلب ولا ينفكّ عنه.

    ثالثها : الكلَف ، وهو شدّة الحبّ.

    رابعها : العشق ، ما يزيد على الحبّ.

    خامسها : الشعف ( بعين مهملة ) ، وهو إحراق القلب بزيادة الحبّ.

    سادسها : الشغف ( بغين معجمة ) ، يصل الحبّ إلى غلاف القلب.

    سابعها : الجوى ، وهو الحبّ الباطني.

    ثامنها : التيم ، يطلب المعشوق الحقيقي : « واجعل قلبي بحبّك متيّماً ».

    تاسعها : التَبْل ( بفتح التاء وسكون الباء ) ، من شدّة الحبّ يتغلّب عليه الوجع والمرض.

    عاشرها : التدلية ( بفتح التاء وسكون الدال ) ، ينتهي إلى زوال العقل.

    الحادي عشر : الهيوم ( بضمّ الهاء والياء ) ، وهو الفناء في المعشوق ، فلايرى إلاّ المعشوق ، كهيام قيس في حبّ ليلى.


    جدال العقل والعشق


    كان في قديم
    الزمان ، في الأدب العالمي ، لا سيّما في الأدب الفارسي والثقافة الفارسية
    ، وكذلك الأدب الأوربي ، حكاية الجدال العنيف بين العقل والعشق ، ولمّا
    كان مركز العشق هو القلب ، فالجدال يرجع في الواقع بين العقل والقلب ،
    والإنسان وإن كان ظاهره يتألّم بلسعة البقّة ، وتقتله الشهقة ، إلاّ أ نّه
    في باطنه ووجوده يحيط بالعالم الميتافيزيقي وما وراءه من الروح الإلهيّة ،
    وإنّ فيه انطواء العالم الأكبر :


    أتزعم أ نّك جرمٌ صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر

    ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ).

    وإنّه ورد في
    الحديث القدسي عن الله سبحانه أنّ سمائي وأرضي لا تسعني ويسعني قلب عبدي
    المؤمن ، فيكون قلبه حينئذ عرش الرحمن وحرم الله جلّ جلاله.


    والعقل لغةً :
    من عقال البعير لضبط ركبتيه عند بركه ، وليكون تحت تصرّف صاحبه ، وللعقل
    معنى اسمي وآخر مصدري . والثاني بمعنى الإدراك للأشياء ، والأوّل حقيقة
    يميّز بها الخير من الشرّ ، والحقّ من الباطل.


    والعقل
    اصطلاحاً : بمعنى ضبط الأهواء ، ويقابله الجنون والسفه والحمق والجهل .
    ويأتي العقل بمعنى الفهم أيضاً ، كما له تعاريف اُخرى في علوم شتّى ، فهو
    جوهر مجرّد ذاتاً وفعلا ، أو وجود منبسط ، فإذا كان العقل كانت الأشياء ،
    أو القوّة الدرّاكة للكلّيات ، أو القوّة الدرّاكة للخير والشرّ ، أو ملكة
    تدعو إلى الخير ، أو الملكة لتنظيم اُمور المعاش ، أو القوّة المدركة
    المطلقة التي تنقسم إلى العقل النظري والعقل العملي ، والأوّل ينقسم إلى
    العقل الهيولائي وبالملكة وبالعقل وبالمستفاد ، والثاني إلى التخلية
    والتحلية والتجلية والفناء . أو العقل هو الروح القدسي الموجود بالفعل ،
    وهو العقل الفعّال الذي يخرج ما بالقوّة إلى ما بالفعل ، وهو العقل العاشر
    عند الفلاسفة المشّائين.


    قال الإمام الصادق في تعريف العقل :

    « هو ما عُبد به الرحمن واكتُسب به الجنان ».

    وهذا من
    التعريف باللازم ، وأوّل ما خلق الله في عوالم الشرف هو العقل ، وذلك من
    نور مخزون مكنون ، في سابق علمه ، الذي لم يطلع عليه ، لا نبيّ مرسل ، ولا
    ملك مقرّب.


    وأمّا القلب
    فهو معروف عند الجميع ، وهو مركز الإدراكات والأحاسيس والعواطف ، وإنّه
    وراء القلب الصنوبري الذي في القفص الصدري لتصفية الدم ، وما جاء في
    الآيات والروايات من ذكر القلب والقلوب وأوصافها وأقسامها إلى ممدوح
    ومذموم ، إنّما هو المعنى الروحاني والمعنوي للقلب ، وكذلك الصدر والفؤاد
    ، وعند العامّة يطلق القلب على النفس أيضاً عندما يقال : قلبي يشتهي هذا ،
    أي نفسه تشتهيه.


    ويرجع تاريخ الجدال الموهوم بين العقل والعشق إلى القدماء من الفلاسفة ، فإنّ أفلاطون تلميذ سقراط يقول بالمثل
    وبالإشراق ، وتلميذه أرسطوطاليس يذهب إلى البرهان العقلي ويفنّد المثل ،
    وقد اشتهرت فلسفته بالمشائية ، فالنزاع بين الإشراقيين والمشّائيين ، ومن
    ثمّ بين أصالة الوجود وأصالة الماهيّة ، وبين العرفاء القائلين بالشهود
    والذوق وصيقلة القلب حتّى يكون كالمرآة ، ومن ثمّ تطبع فيها حقائق الأشياء
    إشراقاً ، وبين الفلاسفة القائلين بالأدلّة العقليّة والصغرى والكبرى
    والنتيجة ، وبالحجّة والبرهان العقلي ، ثمّ موضوع الفلسفة هو : ( الموجود
    بما هو موجود أو الموجود المطلق ) وموضوع العرفان ( وجود الحقّ سبحانه بين
    الارتباطين ).


    والواقع لا
    اختلاف بين الموضوعين في المآل والنتيجة ، وهذا ما نعتقده ونقول به ، فإنّ
    العقل نور من الله جلّ جلاله ، وبه يعبد ويكتسب جنانه ، كما أنّ القرآن
    نور ، وكلام الأئمة الأطهار نور ، والرسول الأعظم نور وسراج منير ، وخلق
    الله آدم فتجلّى فيه مصباح ، وخلقت الملائكة من النور ، والله سبحانه نور
    السماوات والأرض ، ومن نوره خلق النور.


    والعشق نور
    ونار ، فنورانية العشق مع نورانية العقل من باب ( نورٌ على نور ) يهدي
    الله لنوره من يشاء ، فمن أصابه من ذلك النور كان من المهتدين.


    ولا يكلّف الله
    نفساً إلاّ وسعها ، فكان من وسع الإنسان أن يحمل النورين : نور العقل ونور
    القلب ، ومن الأوّل الفكر ، ومن الثاني العشق والذكر ، و ( حملها الإنسان
    ) إنّه حمل تلك الأمانة الإلهيّة ، إلاّ أنّ أكثر الناس غير شاكرين ،
    فقصّروا في حملها ، وكان الإنسان ظلوماً جهولا.


    وفي الدعاء :

    « اللهمّ اجعل
    في قلبي نوراً ، وفي سمعي نوراً ، وفي بصري نوراً ، وفي لساني نوراً ، وعن
    يميني نوراً ، وعن يساري نوراً ، ومن فوقي نوراً ، ومن تحتي نوراً ،
    وأمامي نوراً ، وخلفي نوراً ، واجعلني نوراً ، وأعظم لي نوراً ».


    وحينئذ يكون
    الإنسان نورانياً بنور الله سبحانه ، فإنّه قد طلب في دعائه هذا النور من
    النور المطلق ومطلق النور ، وبهذا النور يكون عاقلا وعاشقاً ، فلا جدال
    حينئذ بين عقله وقلبه ، بل كلّ إلى ذاك الجمال والنور المطلق يسير ويُشير.


    فالعقل والعشق بمنزلة الجناحين لمن أراد أن يحلّق في سماء الفضائل ، ويصل إلى الجمال المطلق ومطلق الجمال.

    فمعرفة الحقّ بالاستدلال والبرهان ، كما أ نّه بالذوق والإلهام والكشف والشهود.

    والطرق إلى
    الله سبحانه بعدد أنفاس الخلائق ، إلاّ أنّ الصراط المستقيم إنّما هو صراط
    واحد ، فمن التكثّر إلى الوحدة ، ومن الجلال إلى الجمال ، ومن الخلق إلى
    الحقّ جلّ جلاله.


    ونعتقد بحقيقة
    هذا العالم التكويني والذي نعيش فيه ، كما نعتقد بما وراء هذا العالم
    وكلاهما عندنا من الحقيقة ، وليس كما عند أفلاطون من القول بالمثل بأنّ
    هذا العالم ظاهر لعالم آخر واقعي وكلّي قائم بنفسه ، بل كلا العالَمين من
    الواقع ، والعقل يدرك ما في هذا العالم ، كما أنّ القلب يدرك ما في ذلك
    العالم ، وكلاهما من جنود الله سبحانه ، ومن العوامل الموصلة إليه عزّ
    وجلّ.


    إلاّ أ نّه جلّ
    جلاله لا يكتنفه العقول ، ولكن يسعه قلب عبده المؤمن ، وبهذا ربما يتوهّم
    من لم يقف على الحقيقة ، أنّ بينهما جدال وصراع ، وأحدهما ينفي الآخر ،
    ويُسفّه طريقه ، فترى النزاع قائماً بين الفلاسفة والعرفاء ، وكلّ يدّعي
    الوصل بليلى ، والحال في الواقع كلّ إلى ذاك الجمال يشير.


    نعم العشق يدلّ
    على الحياة الطيّبة أكثر ممّا يدلّ عليه العقل ، ويعطي للحياة جمالا
    خاصّاً ، وروحانيّة فائقة ، فإنّ القلب أوسع ظرفاً من العقل ، كما أنّ
    حكومة العشق أوسع دائرة من حكم العقل.


    ولا يخفى أنّ
    علماء النفس لا سيّما المعاصرين منهم يبحثون أيضاً عن العشق ، إلاّ أ نّ
    محور دراساتهم حول العشق بين الرجل والمرأة ، أي العشق الجنسي ، فالكلّ
    حينئذ يحمل جوهرية العشق ، إلاّ أ نّه ربما يخطئ في المصاديق كما هو عند
    أكثر الناس ، فيعشق ما لا يستحقّ العشق ، والعقل هنا يظهر دوره وحكومته ،
    فإنّه يدلّ على العشق الحقيقي وكيفية ذلك . فمن الناس من يعشق والده أو
    اُمّه ، أو يعشق الفلسفة أو الفنّ ، أو يكون عاشقاً لله سبحانه.


    وفرويد العالم
    النفسي الغربي يذهب إلى أنّ العشق هو عبارة عن الغريزة الجنسية ، ولكن هذا
    إنّما هو مظهر العشق الحيواني ، فيلزمه أن يُحطّ من قيمة الإنسان ،
    ويُنزّله إلى حضيض الحيوانية ، بعد أن كان في مقام الإنسانية ، وإنّه
    بإمكانه أن يصعد إلى قمّة الكمال والجمال . ويكون في عداد الملائكة ، بل
    يتجاوزهم إلى قاب قوسين أو أدنى في مقعد صدق عند مليك مقتدر.


    والناس كما في
    عقولهم وإدراكاتهم العقلائية يتفاوتون ، وليس الكلّ على نمط واحد ، كذلك
    في عشقهم ، فإنّهم يختلفون في الشدّة والضعف ، كما يختلفون في متعلّقات
    العشق.


    ثمّ العشق الحقيقي من أوصافه أنّ له قوّة خلاّقة ، توجب ترقّي الإنسان وتصعيده إلى قمّة السعادة وشموخ الكمال وصباحة الجمال.

    ولأفلاطون
    الحكيم رسالة في العشق باسم ( مائدة أفلاطون ) يذهب إلى أنّ الحب والعشق
    في البداية ليس هو الميل نحو الجمال ، بل الحبّ في الإنسان هو الميل نحو
    التوالد والتناسل في محلّ جميل ، وذهب إلى هذه العقيدة من المتأخرين
    الكاتب الألماني ( شوپنهاور ) أيضاً ، ثمّ أفلاطون ( على لسان سقراط )
    يعتقد أنّ نتيجة المحبّة في التوالد هو حبّ البقاء والخلود ، ثمّ يرى من
    قوى عنده الجانب العقلائي فإنّه يفكّر بخلوده من خلال فنونه وعلومه
    وإبداعاته الفكرية ، ثمّ يعتقد بالعشق المجازي وأ نّه قنطرة للعشق الحقيقي
    عندما يدرك الإنسان الجمال المطلق ، وأ نّه هو الذي يستحقّ العبادة
    والتقرّب إليه لا غير.


    وقد تعرّضنا من
    قبل إلى العشق المجازي ومذمّته في الإسلام، كما ورد عن الإمام الصادق
    (عليه السلام) عندما سئل عن العشق ، فقال (عليه السلام) : « قلوب خلت عن
    ذكر الله فأذاقها الله حبّ غيره » . فلا نعيد البحث طلباً للاختصار.


    عودٌ على بدء :

    ثمّ العقل
    البشري وإن كان المائز بينه وبين العجماوات ، وبه تشرّف على المخلوقات ،
    إلاّ أ نّه غير قادر على درك الله سبحانه : ( لا تدركه الأبصار ولايكتنفه
    العقول ، وهو يدرك الأبصار ويكتنف العقول ، ولا يحيطون بشيء من علمه إلاّ
    بما شاء ، وقد أحاط بكلّ شيء علماً ).


    وكلّ ما تصوّره
    الإنسان في معرفة ربّه فإنّما هو مخلوق له ، وليس بخالقه . والعقل يدرك
    الماهيات في مثالها وصورها ، لا في وجودها الحقيقي الخارجي.


    والعقل نور وبه
    يستضاء في معرفة الأشياء ، فيعلم بها ، والقلب نور يرى به الأشياء ،
    فالعقل علم والقلب رؤية ، ومركز الحبّ والعشق هو القلب.


    وبالعشق يكون
    الشرّ خيراً ، والكريه جميلا ، والمرّ حلواً ، فالعشق موهبة إلهية يعطيها
    الله من أحبّه ، وكان أهلا للعشق . وربما لا يمكن تعريف العشق ووصفه ، فهو
    أعظم من الكلمات والألفاظ ، فكلّ ما يقال في حدّه ورسمه ، فإنّما هو من
    باب شرح الاسم ، لا بيان ماهيّته وذاتياته ، فيتحيّر العقل عن إدراكه
    ويعجز القلب عن دركه وفهمه ، فكلّ ما يقال في تعريف العشق إنّما هو بيان
    حالاته وأوصافه ، وبيان أحوال العاشق والمعشوق ، وربما يصل العشق بأهله
    إلى أن يقال باتّحاد العاشق والمعشوق والعشق.


    أنا من أهوى ومن أهوى أنا *** نحن روحان حَلَلنا بدنا

    فإذا أبصرتني أبصرته *** وإذا أبصرته أبصرتنا

    وقال آخر :

    روحه روحي وروحي روحه *** من رأى روحين عاشا في بشر

    فما هو العشق ؟ وكيف يفعل بأهله حتّى يصل إلى مقام الفناء ؟ ! ويتجاوز الاثنينية والتكثّر إلى الوحدة والتوحّد.

    ومرّ علينا أنّ
    لفظ العشق لم يستعمل في القرآن الكريم ، إلاّ أنّ هناك ألفاظ تدلّ على
    معنى العشق ومراتبه ، كالحبّ والودّ والتبتّل ، وفي اللغة العربية كلمات
    ترادف العشق في المفهوم والمعنى ، كالغرام والصبابة والوله والودّ والمقه
    والخلّة والكلف واللوعة والشغف والجوى واللعج والتدلية والهيم والتبتّل ،
    ومنها ما هي بمنزلة المراحل والمراتب ، كما مرّ.


    وللحبّ علامات ودلالات ، حتّى لا يختلط الحقّ بالباطل.

    لا تُخدعنّ فللمحبّ دلائل *** ولديه من تُحف الحبيب وسائلُ

    منها تنعّمه بمرّ بلائه *** وسروره في كلّ ما هو فاعلُ

    فالمنع منه عطيّةٌ مبذولةٌ *** والفقرُ إكرامٌ ولطفٌ عاجلُ

    ومن الدلائل أن يرى من عزمه *** طوعُ الحبيبِ وإن ألحّ العاذلُ

    ومن الدلائل أن يُرى متبسّماً *** والقلب فيه من الحبيب بلابلُ

    ومن الدلائل أن تراه مشعراً *** في خرقتين على شطوط الساحل

    ومن الدلائل حزنه ونحيبه *** جوف الظلام فما له من عاذل

    ومن الدلائل أن تراه باكياً *** أن قد رآه على قبيح فاعل

    ومن الدلائل أن تراه راضياً *** بمليكه في كلّ حكم نازل

    ومن الدلائل زهده فيما ترى *** من دار زلّ والنعيم الزائل

    ومن الدلائل أن تراه مسلّماً *** كلّ الاُمور إلى المليك العادل

    ومن الدلائل أن تراه مسافراً *** نحو الجهاد وكلّ فعل فاضل

    وكمال الإنسان
    بالعشق ، والعشق الحقيقي هو عشق الله سبحانه ، وهذا ما يسمّى بعشق العرفاء
    والعشق العرفاني ، وهو الذي ينتهي بالعاشق إلى رؤية جمال المعشوق ، فلا
    يرى شيئاً إلاّ ويرى الله قبله ومعه وبعده ، فليس في الدير ديّار إلاّ هو
    جلّ جلاله ، وهذا العشق الإلهي يرى في كلّ الموجودات ، فهو في حركتها
    الجوهرية عاشقة لله سبحانه.


    وفي الصحيفة السجّادية :

    « ابتدع بقدرته الخلق ابتداعاً ، واخترعهم على مشيته اختراعاً ، ثمّ سلك بهم طريق إرادته ، وبعثهم سبيل محبّته ».

    والعاشق ذاكر
    لمعشوقه ، فلا يغفل عنه ، والذاكر له درجات : أوّلها الميل الباطني نحو
    الذكر ، فيذكر بلسانه دون قلبه ، ثمّ يشتدّ الميل فيصل إلى مقام الإرادة
    القلبية فيذكر بلسانه وقلبه بتكلّف حضور القلب ، ثمّ يشتدّ الحبّ فيستولي
    الذكر على قلبه ، وهو مقام ذكر المحبّ ، ثمّ في نهاية الذكر يصل إلى مقام
    العشق فيستولي المعشوق على القلب ، فيهيم بحبّه ويتبتّل بذكره.


    كما نشاهد هذه
    الحالات في عشّاق الله جلّ جلاله ، وعاشقي الحسين(عليه السلام) ، وما
    إقامة الشعائر الحسينية بكلّ مظاهرها ، من البكاء واللطم وسفك الدم ومشي
    ألف كيلومتر على الأقدام في الصحاري والبراري ، إلاّ آيات الحبّ والعشق
    الحسيني الذي هو من عشق الله سبحانه وتعالى.


    ومن المعلوم أنّ ما يفعله العاشق ، لا يدركه العاقل.


    بقلم "همس الروح"



    خاص منتدى "ناجح زووووووووووم"
    احمد يسرى
    احمد يسرى
     
     


    الهوايــة : الحب والعشق Sports10
    الـمهنـة : الحب والعشق Progra10
    الــمزاج : الحب والعشق Pi-ca-27
    الـبـلـد : الحب والعشق Egypt110
    احترام القوانين : احترام القوانين
    تاريخ التسجيل : 15/05/2010
    عدد المساهمات : 493
    عدد النقاط : 51864

    new1 رد: الحب والعشق

    مُساهمة من طرف احمد يسرى الجمعة يونيو 18, 2010 11:33 am

    ثانكس جدا يا عبده
    همس الروح
    همس الروح
     
     


    الهوايــة : الحب والعشق Sports10
    الـمهنـة : الحب والعشق Studen10
    الــمزاج : الحب والعشق Pi-ca-27
    الـبـلـد : الحب والعشق Egypt110
    الأوسمة : الأوسمة
    احترام القوانين : احترام القوانين
    تاريخ التسجيل : 05/05/2010
    عدد المساهمات : 711
    عدد النقاط : 52292

    new1 رد: الحب والعشق

    مُساهمة من طرف همس الروح الجمعة يونيو 18, 2010 7:56 pm

    لا بجد انت بترد على المواضيع كلها ولا على اللى انت بتقراه بس
    MoaZ.MeZOoO
    MoaZ.MeZOoO
     
     


    الهوايــة : الحب والعشق Sports10
    الـمهنـة : الحب والعشق Police10
    الــمزاج : الحب والعشق Pi-ca-41
    الـبـلـد : الحب والعشق Egypt110
    الأوسمة : الأوسمة
    احترام القوانين : احترام القوانين
    تاريخ التسجيل : 23/04/2010
    عدد المساهمات : 1466
    عدد النقاط : 54004

    new1 رد: الحب والعشق

    مُساهمة من طرف MoaZ.MeZOoO السبت يونيو 19, 2010 8:15 am

    شكرا يا عبد الرحمن على النشاط المستمر
    احمد يسرى
    احمد يسرى
     
     


    الهوايــة : الحب والعشق Sports10
    الـمهنـة : الحب والعشق Progra10
    الــمزاج : الحب والعشق Pi-ca-27
    الـبـلـد : الحب والعشق Egypt110
    احترام القوانين : احترام القوانين
    تاريخ التسجيل : 15/05/2010
    عدد المساهمات : 493
    عدد النقاط : 51864

    new1 رد: الحب والعشق

    مُساهمة من طرف احمد يسرى السبت يونيو 19, 2010 8:42 am

    ثانكس يا عوبد على جهدك معانا و نرجو المزيد

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 7:52 pm