في الطريق وأنت عائد إلى مثواك ،يواجهك الوطن بأرصفته المبسوطة كاشرا أنيابه وعلى أشداقة جثة إنسان نائم بلا مأوى.
فيه أيضا ما يبكيك..دما في القلب..وفيه ما يجعل ضميرك نازفا بالألم ..
أمس كنت في محل إنترنت ..منهمكا فوق "كيبورد الكمبيتور" تائها في دردشة طويلة مع زميل يدرس في دولة أجنبية ..نتناقش عن الوطن وكيف هو.؟ وكيف أٌقيم حد قوله على ضوء المعطيات الموجودة والواقع المعاش مستقبل البلاد..؟
أخذت أشرح لصديقي كيف أن الوطن لم يعد وطن.. كيف أن الفرح غادر شرفات البيوت ،وغارت الابتسامة من أفواه الباسمين ..قلت له لم يعد هناك من يؤمل به خيرا غير أنه لابد أن نحيا بالأمل على أمل أن نجد من فيه أمل.
كنت منهمكا في لحظة عاطفية أذهلته فرد قائلا: كل كلمة تكتبها الآن كائن متحرك..إنسان يبكي ..ضمير يتألم ..إنها ياصديقي تخترق القلب وتنفذ إلى أعماقي ..قلت له :يا صديقي الآن وأنا أحدثك ثمة طفل يعمل في بيع "كتيبات صغيرة دينية " دخل إلى "النت" وطاف بكل الحاضرين طالبا منهم أن يشتروا كتيباته تلك التي مزقها "عرق" يديه من طول إمساكها ....وكنت أحدهم فلم أرد عليه بغير ما قالوا له :الله كريم!! وكأنه يا صديقي شحات ....حين وجد ذلك الطفل بضاعته لم تشترى ..لم توفر له قيمة رغيف خبز يابس ،ما كان منه إلا أن رجع يائسا في وقت متأخر يقترب من الثانية عشر ليلا إلا أنه صرخ باكيا فينا جميعا يقول : "اشتروا مني أنا جاوع" أبكتني الكلمة يا صديقي يا ..هزتني ..أحزنتني..أيقظتني وأنا القلب والضمير المستيقظ ..أنا الذي زادني هذا الطفل المسكين جرعة زائدة في الإنسانية ..
كلنا يا صديقي قلنا له :الله كريم ..وكأنه يشحت ..طفل بريء يبيع كتيبات ..يريد أن يحتفظ بكبرياء براءته ولم يمد يديه تسولا..ومع ذلك قابلناه برد لا يطلق إلا على شحات أو متسول..ليس له أي صنعة ..
..وكلما استحضرت بكاءه انتابتني قشعريرة الأسى..كم نحن بشر قساة يا صديقي كم هو قاس هذا الوطن..
أطفاله تراق براءتهم ..تسفك أحلامهم الصغيرة على أرصفة البؤس التشرد..وأجياله تعارك الضياع في وطن الشتات ومنافيه السحيقة..
آه يا صديقي عندها تمنيت حين بكى لو أن أمي ولدتني سقطا ميتا بلا حياة ولا قلب ولا ضمير حتى لا أرى مثل هذا المشهد المحزن
فيه أيضا ما يبكيك..دما في القلب..وفيه ما يجعل ضميرك نازفا بالألم ..
أمس كنت في محل إنترنت ..منهمكا فوق "كيبورد الكمبيتور" تائها في دردشة طويلة مع زميل يدرس في دولة أجنبية ..نتناقش عن الوطن وكيف هو.؟ وكيف أٌقيم حد قوله على ضوء المعطيات الموجودة والواقع المعاش مستقبل البلاد..؟
أخذت أشرح لصديقي كيف أن الوطن لم يعد وطن.. كيف أن الفرح غادر شرفات البيوت ،وغارت الابتسامة من أفواه الباسمين ..قلت له لم يعد هناك من يؤمل به خيرا غير أنه لابد أن نحيا بالأمل على أمل أن نجد من فيه أمل.
كنت منهمكا في لحظة عاطفية أذهلته فرد قائلا: كل كلمة تكتبها الآن كائن متحرك..إنسان يبكي ..ضمير يتألم ..إنها ياصديقي تخترق القلب وتنفذ إلى أعماقي ..قلت له :يا صديقي الآن وأنا أحدثك ثمة طفل يعمل في بيع "كتيبات صغيرة دينية " دخل إلى "النت" وطاف بكل الحاضرين طالبا منهم أن يشتروا كتيباته تلك التي مزقها "عرق" يديه من طول إمساكها ....وكنت أحدهم فلم أرد عليه بغير ما قالوا له :الله كريم!! وكأنه يا صديقي شحات ....حين وجد ذلك الطفل بضاعته لم تشترى ..لم توفر له قيمة رغيف خبز يابس ،ما كان منه إلا أن رجع يائسا في وقت متأخر يقترب من الثانية عشر ليلا إلا أنه صرخ باكيا فينا جميعا يقول : "اشتروا مني أنا جاوع" أبكتني الكلمة يا صديقي يا ..هزتني ..أحزنتني..أيقظتني وأنا القلب والضمير المستيقظ ..أنا الذي زادني هذا الطفل المسكين جرعة زائدة في الإنسانية ..
كلنا يا صديقي قلنا له :الله كريم ..وكأنه يشحت ..طفل بريء يبيع كتيبات ..يريد أن يحتفظ بكبرياء براءته ولم يمد يديه تسولا..ومع ذلك قابلناه برد لا يطلق إلا على شحات أو متسول..ليس له أي صنعة ..
..وكلما استحضرت بكاءه انتابتني قشعريرة الأسى..كم نحن بشر قساة يا صديقي كم هو قاس هذا الوطن..
أطفاله تراق براءتهم ..تسفك أحلامهم الصغيرة على أرصفة البؤس التشرد..وأجياله تعارك الضياع في وطن الشتات ومنافيه السحيقة..
آه يا صديقي عندها تمنيت حين بكى لو أن أمي ولدتني سقطا ميتا بلا حياة ولا قلب ولا ضمير حتى لا أرى مثل هذا المشهد المحزن