كتبها محمد سمير، في 4نوفمبر 2010 الساعة: 9:41ص
إذا قلت لكم أنني "الأفضل" فسوف تعتبرونني مغرورا وإذا قلت لكم أنني "لست الأفضل" فسوف تعرفون أنني كاذب.. بروس لي
أذاعت قناة الجزيرة الوثائقية فيلم عن الممثل ونجم أفلام الكوج فو "بروس لي" فيلما تسجيليا بعنوان "بروس لي قصة فيلم التنين" وتحدثت زوجته خلال الفيلم كما تحدث زملائه وتلاميذه في الكونج فو والسينما، وكلهم أكدوا على ما يمتلكه بروس لي من قدرات نفسية عالية ورغبة كبيرة في التفوق والنجاح وانعكس ذلك في التدريب الذي يكاد لاينقطع حتى أكد بعض تلاميذه أنه كان يقوم بأكثر من 2000 ضربة يوميا كما أنه كان يرفض الهزيمة بشكل غريب سواء عندما كان صغيرا حيث كان يضع نفسه دائما في منصب الزعيم والقائد وأدي ذلك إلى حدوث الكثير من المشاجرات وصل الكثير منها إلى قسم الشرطة، خاصة مع ما يمتلك من قدرات بدنية عالية رغم صغر حجمه وطوله – 150 سم – وسرعته الفائقة فقد أكدت زوجته وأصدقائه على قدرته على فتح زجاجة الكوكا كولا بأصبعه كما أكدوا على قدرته على سحب عملة معدنية من يديك قبل أن تطبق عليها وهي بين قبضتك!!
لاشك أن أسم بروس لي أرتبط بالكثير من الأشياء التي لانزال نعيشها حتى الآن سواء في عالمنا العربي أو في العالم كله فقبل بروس لي لم تكن لكلمة الكونج فو أو ما شابه من مصطلحات معنى لدينا وتسببت أفلامه في شعبية عالمية لهذه الألعاب فقد أكد زملاء لبروس لي أن صالات الفنون القتالية أصبحت منتشرة في الولايات المتحدة بفضله، حيث كانت الفنون القتالية من قبل قاصرة على الآسيويين فقط وهذا ما كسره بروس لي ورفضه تماما فقد تغيرت صورة الرجل الآسيوي من خلال شخصية هذا النجم الذي لم يعش ليرى نتائج نجاحه المبهر على الناس سواء في عالم السينما حيث أصبح هناك ما يعرف باسم سينما الكونج فو أو سينما هونج كونج أو في عالم الرياضة.
وعلى المستوى الشخصي توفرت لبروس لي 3 أشياء مكنته من الوصول إلى النجومية فأولا كانت لديه الموهبة والقدرة وكان يشعر بذلك من طفولته سواء من خلال ممارسة أسلوب "الوينج تشان" أو من خلال التمثيل مع والده في السينما وكذلك توفرت لديه إرادة حديدية ليكون الأفضل بغض النظر على الظروف مثل الغربة والفقر وحتى الإصابة التي تعرض لها أثناء التدريب في الظهر وتسببت في دخوله المستشفي ومنعه الأطباء من ممارسة التدريب، إلى جانب ذلك يأتي عنصر البيئة التي تربي فيها بروس لي سواء في الصين أو الولايات المتحدة حيث كان يحمل الجنسية الأمريكية بحكم مولده في سان فرانسيسكو.
شرح الفيلم كيف سلك بروس لي طريق النجومية من خلال العرض الذي قدمه في بطولة شاطئ كاليفورنيا حيث أستعرض أسلوبه "الجيت كوندو" أو فن قتال الشارع كما نعرفه في عالمنا العربي أو "القبضة المعترضة" (Intercepting Fist) كما يعرف في أمريكا وكذلك استعرض ضربة النصف بوصة حيث تمكن من ضرب الخصم ضربة صاعقة من مناسبة قصيرة جدا وفتح له هذا العرض الطريق إلى التلفزيون الأمريكي إلا إن البطولة المطلقة جاءته عن طريق منتج صيني في فيلم الرأس الكبير الذي حقق شهرة كبيرة وأرباح خيالية وتحدث الممثلين والمخرجين عن المشاكل التي كانت تحدث مع بروس لي سواء من الذين يتحدونه لاختبار قدراته أو مع المخرجين الذي كان يعترض على أسلوبهم في العمل مما جعله بعد ذلك يكتب ويخرج ويمثل فيلمه الثالث "طريق التنين" مع النجم الأمريكي شاك نوريس.
أختتم الفيلم بالحديث عن أول إنتاج أمريكي صيني في فيلم "داخل التنين" أو (Enter the Dragon) والأحداث التي صادفته ثم وفاة بروس لي المفاجأة بعد تناول دواء خاطئ أدي إلى غيبوبة في الدماغ إلا إن بعض الرياضيين يؤكد أن الوفاة يمكن أن يكون سببها التدريب الزائد والمبالغ فيه الذي كان يقوم به رغبة في البقاء في أفضل صورة.
لاشك أن بروس لي هو أول من فتح الباب لأفلام الكونج فو إلى العالمية فضلا عن كونه أول ممثل صيني في السينما الأمريكية والعالمية أيضا وحتى الآن يزال بروس لي رمزا للكثير من الأشياء التي يعشقها الشباب ورمزا للكثير من الأشياء الجيدة في الشرق والغرب معا.
وعندما سأله المذيع عن كونه صينيا أم أمريكيا رد بروس لي: "نحن كبشر كلنا سواء ورغم ذلك فنحن مختلفون".
ما يحزنني في قصة بروس لي أنه لم يكن مسلما من ناحية وكرس حياته للقوة والنجومية والمال ولكن أيضا لمعرفتي بالكثير من أبطال الكونج فو والرياضة المسلمين الذين لا يعرف الشباب والعالم عنهم شيئا وذلك بسبب قصور وسائل الإعلام العربي والمسلمة على حد سواء في تقديم نماذج إيجابية رغم أنها كثيرة وحققت نجاحات عالمية ومنهم على سبيل المثال لا الحصر عدنان الطرشة وباسل الكناني هذا فضلا عن أبطال الكونج فو من الصينيين المسلمين والآسيويين عموما وخاصة فنون السيلات الماليزية التي أبتكرها التجار المسلمون والعرب خلال رحلاتهم بسبب معاركهم مع قطاع الطرق وأعداء الدولة الإسلامية ولكن كما قلت من قبل لدينا أبطال ولكن قصور وسائل الميديا هو السبب وحتى يصلح الله هذه الأحوال نبقى مع بروس لي وفلسفته ونجوميته التي لاتزال ترفرف في سماء السينما والكونج فو على حد السواء.
أضف الى مفضلتك