¨°o.O ( سنن وأداب استقبال المولود) O.o°"
يقول الله تعالى { المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا } ( سورة الكهف الأية 46)
وتوضح هذه الأية الكريمة, أن نعمة الولد من أجل النعم وأعظمها على الانسان , ولأن نعم الله تعالى يجب أن تقابل بالرضا والشكر , فمن واجب المسلم أن يحسن استقبال مولوده وأن يحتفي به على الوجه الذي بينه الشرع .
أحاط الاسلام الطفل بسياج من الحماية والرعاية والرحمة , بمايضمن لهذا المخلوق الضعيف حياته وحقوقه .
وقد جاء في الشرع بيان كامل لكيفية أداء حقوق الطفل على الوجه الذي يرضي الله عز وجل , ومن جملة الحقوق التي اهتم الاسلام ببيانها تلك التي تتعلق باستقبال المولود , فااستقبال المولود له سنن وأداب ومظاهر عديدة ..
ان قدوم المولود يعد في ديننا الحنيف حدثا له أهميته وبعده الانساني والحضاري , فهو الامتداد لهذه الأمة المباركة , وهو الجيل القادم , وبالتالي لابد من اعداده الاعداد الجيد.
والاعداد في الاسلام يبدأ قبل أن يجئ المولود الى الحياة, وذلك باختيار الزوج الصالح والزوجة الصالحة لضمان المربي الصالح ذي الدين والخلق الواعي بأهمية الأمانة .
وقد حث الهدى النبوي الزوجين على الالتزام بالدعاء للطفل حتى قبل ان تحمل والدته به . فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لو ان أحدكم اذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله , اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان مارزقتنا . فان قدر بينهما ولد لم يضره الشيطان .) وهذا من عظمة هذا الدين الذي يهتم لأمر طفل لم يأت بعد الى الحياة الدنيا..
فاذا أرادت مشيئة الله عزوجل ان يأتي هذاالطفل الى الحياة , فان هناك سننا وأدابا ومظاهر عديدة مستحبة لاستقباله ومنها..
§¤°^°¤§¤ اظهار الفرحة والحفاوة ¤§¤°^°¤§
من الواجب على المسلم ان يظهر الحفاوة والترحاب بنعمة الولد , ويحسن استقباله , وأن يرضى بماقسمه الله له.
فلا يفرح بالذكر ويحزن ويضيق صدره بالأنثى . فهذه من عادات الجاهلية .
وعطية الولد في ديننا الحنيف لايقلل من شأنها كونها أنثى , فالأنثى عندنا هي مفتاح الجنة ان حسن اعدادها وتربيتها يقول عزوجل : ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ 49 أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ 50 )
§¤°^°¤§¤ التهنئة بالمولود ¤§¤°^°¤§
التهنئة من الأمور المستحبة عند جمهور الفقهاء . قال الامام النووي ، يستحب تهنئة المولود له , ويستحب أن يهنأ بما جاء .
وعن الحسين رضي الله عنه أنه علم انسانا التهنئة فقال ( قل : بارك الله لك في الموهوب لك . وشكرت الواهب وبلغ اشده وورزقت بره )
ويستحب ان يرد على المهنئ بقول ( بارك الله لك وبارك عليك , أو جزاك الله خير ورزقك الله مثله .. ونحو ذلك.
§¤°^°¤§¤ التأذين في أذن المولود ¤§¤°^°¤§
يستحب التاذين له لحظة ولادته ، وهذه من الامور الرائعة في الاسلام ، التي تستحق التأمل .
عندما يكون أول مايصدع في أذن المولود اسم الحق ( الله اكبر ) والشهادتان لتثبيت الحقائق الايمانية في روحه وقلبه وتكون بذلك كلمات الاذان اول درس عقدي يتلقاه المولود لحظة ولادته.
وقد بين ابن القيم بكلام لطيف في كتابه ( تحفة الودود ) الحكمة من الاذان في أذن المولود فقال : وسر التأذين والله أعلم ان يكون أول ما يقرع سمع الانسان كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول مايدخل بها في الاسلام .
فكان ذلك كالتلقين له شعار الاسلام عند دخوله الى الدنيا و كمايلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها , وغير مستنكر وصول اثر التأذين الى قلبه وتأثره به وان لم يشعر .
مع مافي ذلك فائدة أخرى وهي هروب الشيطان من كلمات الاذان وهو كان يرصده حتى يولد ..
§¤°^°¤§¤ التحنيك ¤§¤°^°¤§ و
هي تليين التمرة بمضغها أو تليينها بطريقة مناسبة ودلك حنك المولود بها , أو بوضع جزء من التمر اللين على الاصبع وادخال الاصبع في فم المولود , ثم تحريكه يمينا وشمالا حركة لطيفة , حتى يبلغ الفم كله بالمادة ( تمر أو سكر أو عسل ) حيث انه اذا لم يتيسر التمر فيحنك بأي مادة حلوة .
فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: ولد لي غلام , فأتيت به الى النبي صلى الله عليه وسلم فسماه ابراهيم فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه الي .
وكان أكبر ولد أبي موسى ( رواه البخاري ومسلم )..
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم حنك ابن أبي طلحة زوج أم سليم وسماه عبد الله وهو أخو البراء وأنس , وعند البخاري ـأنه قيل للمسلمين ان اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم , فلما رزق الله الزبير ابن العوام بولده عبد الله حيث ولد في قباء وفرح به المسلمين فرحا شديدا وكبروا لولاته فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتمرة ثم دعا له وبرك عليه . وكان أول مولود للمهاجرين في المدينة .
وقد اكتشف العلم الحديث الحكمة من هذا التحنيك بعد اربعة عشر قرنا من هذا الزمان و فقد تبين حديثا أن كل الاطفال وخاصة حديثي الولادة والرضع معرضون للموت ان حدث لهم أحد امرين : نقص السكر في الدم , او انخفاض درجة حرارة الجسم عند التعرض للجو البارد المحيط بهم و وكلما كان وزن المولود اقل كانت تسبة السكر لديه منخفضة . ويعتبر التحنيك علاجا وقائيا من امراض نقص السكر في الدم , لانه يحتوي على سكر الجلوكوز بكميات وافرة و وخاصة بعد اذابته بالريق الذي يحتوي عل انزيمات خاصة تحول السكر الثنائي ( السكر وز ) الى سكر احادي . أما الريق فانه ييسر اذابة السكريات ومن ثم ييسر للمولود الاستفادة منها و ولذلك فقد دأبت المستشفيات على اعطاء المولود محلول الجلوكوز بعد ولاته مباشرة وقبل أن ترضعه أمه . كما أكدت الدراسات العلمية أن في التحنيك تقوية لعضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك والفكين حتى يتهيا المولود للقم الثدي وامتصاص اللبن بشكل قوي و ومن هنا تتجلى حكمة التحنيك كسنة نبوية .
ويستحب ان يكون المحنك من الصالحين , قال الامام النووي : وينبغي ان يكون المحنك من أهل الخير فان لم يكن رجلا فأمراة صالحة..
§¤°^°¤§¤ اختيار الاسم الحسن ¤§¤°^°¤§
يسمى المولود بأحسن الاسماء , أما في اليوم السابع لحديث سمرة قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم ( كل غلام رهين بعقيقة تذبح عنه يوم سابعه ويسمى ويحلق راسه ) رواه الأمام احمد ..
وأما في اليوم الأول لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ولد الليلة غلام فسميته باسم ابي ابراهيم ) رواه مسلم
ويجوز للانسان أن يسمي مولوده بمايشاء من الاسماء فالأصل بذلك الاباحة والجواز , الا مااستثني على سبيل الكراهة أو التحريم , فيستحسن للمسلم ان يختار اسما حسنا لمولوده ذكرا كان أم أنثى ,.
فقد ورد في الديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( انكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء ابائكم فأحسنو اسماءكم ) رواه أبو داود باسناد جيد .
فيستحب تحسين الاسم و وأفضل الاسماء عبد الله وعبد الرحمن كما ورد في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما , أن النبي صلى الله وعليه وسلم قال ( ان احب أسمائكم الى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن ) رواه مسلم
وعن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل : ( سم ابنك عبد الرحمن ) رواه البخاري ..
وعن ابي وهب الجشمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم : ( تسمو بأسماء الانبياء , أحب الأسماء الى الله عبد الله وعبد الرحمن و وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة ) رواه أبو داود والنسائي ..
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي أبناء أقاربه وأصحابه ويتخير لهم الأسماء الحسنة والجميلة ويروى أنه الله صلى الله عليه وسلم جاء الى دار ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها حين ولدت الحسن رضي الله عنه , ثم سأل ك ماذا اسميتم ابني ؟ فقال علي كرم الله وجهه ك حربا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بل هو حسن ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير الاسم القبيح الى الاسم الحسن ..
§¤°^°¤§¤ العقيقة ¤§¤°^°¤§
وهي سنة مؤكدة قال : { كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه.. } [رواه أحمد].
وهي عن الذكر شاتان، وعن الأنثى شاة واحدة.
قال : { عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة } [رواه أحمد].
والعقيقة تشمل الذكر والأنثى من الضأن والمعز ولفظ الشاة يشمل ذلك كله.
والأفضل الكبش. قال : { تذبح العقيقة لسابع، أو لأربع عشرة، أو لإحدى وعشرين } [رواه الطبراني في الصغير].
وله أن يأكل ويتصدق ويهدي من العقيقة، ويكره كسر عظمها.
§¤°^°¤§¤ حلق رأس المولود ¤§¤°^°¤§
ومن الآداب المشروعة حين استقبال المولود أن يحلق رأسه يوم السابع من ولادته أي في يوم ذبح العقيقة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها عندما ولدت الحسن: { احلقي رأسه، وتصدقي بوزن شعره فضة على المساكين }
[رواه أحمد].
فحلقته رضي الله عنها ثم وزنته، فكان وزنه درهماً أو بعض الدرهم،
ويبدأ في الحلق بالجزء الأيمن من الرأس ثم الجزء الآخر.
§¤°^°¤§¤ الختان ¤§¤°^°¤§
من الآداب الشرعية ختان المولود قال : { الفطرة خمس..} وذكر منها { الختان }
ووقت الاستحباب اليوم السابع من الولادة ويجوز قبل السابع وبعده إلى البلوغ
فإذا قرب وقت البلوغ دخل وقت الوجوب.
§¤°^°¤§¤ الكنية للطفل الصغير ¤§¤°^°¤§
وهي من السنن الثابتة عن النبي وفي تكنية الصغير بأبي فلان أو أم فلانة تقوية لشخصيته وتكريم له وإبعاده عن الألقاب السيئة.