الشخصية ال (21)
عمر بن عبد العزيز
نبذة عنه
إنه لا ينتمي لعصر الوحي فحسب
بل إنه الرجل الذي حاول نقل عصر الوحي بمُثُلِه وفضائله إلى دنيا مائجة هائجة ، مفتونة مضطربة
متلفعة بالظلم والقهر، متعفنة بالتحلل والترف، ثم نجح في محاولته نجاحاً يبهر الألباب
فهل تدهش وتذهل لأنه بمفرده حاول تحقيق هذا المستحيل ؟!..
أم تدهش وتذهل لأنه بمفرده قد حقق هذا المستحيل فعلاً؟!.. ليس في عشرين سنة
ولا في عشرة أعوام ، بل في عامين وخمسة شهور وبضعة أيام.
قال فيه بعض الكتاب:" الخليفة الكامل". وقال بعضهم :
" أريد منكم أن تأخذوا الأقلام بأيديكم وتجمعوا أذهانكم وتكتبوا كل صفة تتمنون
أن يتصف بها الحاكم في نفسه، وفي أهله، وفي أمانته وسياسته، وفي لينه وشدته
حتى إذا اكتملت الصورة الخيالية التي صورتها أمانيكم وآمالكم
جئتكم بحقيقة واقعية بملك من ملوكنا تعدلها وقد تزيد عليها
نسبه
هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية
الإمام الحافظ، العلامة المجتهد، الزاهد العابد، السيد أمير المؤمنين حقاً
أبو حفص ، القرشي الأُموي المدني ثم المصري، الخليفة الزاهد الراشد، أشجُّ بني أمية.
وأمه : هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب
ولادته
ولد سنة : ثلاث وستين؛ وقيل: سنة إحدى وستين
وهي السنة التي قتل فيها الحسين بن علي رضي الله عنهما بمصر ..
وقيل: سنة تسع وخمسين
نشأته
كان عمر رحمه الله ابن والي مصر عبد العزيز، وكان يعيش في أسرة الملك والحكم
حيث النعيم الدنيوي، وزخرف الدنيا الزائل
وكان رحمه الله يتقلب في نعيم يتعاظم كل وصفويتحدى كل إحاطة..
إنّ دخله السنوي من راتبه ومخصصاته، ونتاج الأرض التي ورثها من أبيه
يجاوز أربعين ألف دينار .. وإنه ليتحرك مسافراً من الشام إلى المدينة
فينتظم موكبه خمسين جملاً تحمل متاعه..
وكان يلبس أبهى الثياب وأغلاها .. ويضمخ نفسه بأبهج عطور دنياه
حتى إنه ليعبر طريقاً ما، فيعلم الناس أنه عبره، وكان رحمه الله يتأنق في كل شيء .. حتى المشية ..
التي انفرد بها وشغف الشباب بمحاكاتها وعرفت لفرط أناقتها واختيالها بـ
"المشية العمرية"
ثم إنه رحمه الله مع هذا كله كان فيه نبوغ مبكر فلم تنسه هذه الدنيا وزخرفها الله تعالى
والدار الآخرة، بل إنه رحمه الله كان فيه حب للعلم وأهله كما سيأتي …
لقد جمع القرآن وهو صغير تحدث هو عن نفسه وطفولته فقال :
" لقد رأيتني بالمدينة غلاماً مع الغلمان ثم تاقت نفسي للعلم، فأصبت منه حاجتي " ..
ورغب إلى والده أن يغادر مصر إلى المدينة ليَدْرُس بها ويتفقه، فأرسله إليها وعهد به
إلى واحد من كبار معلمي المدينة وفقهائها وصالحيها وهو: صالح بن كيسان رحمه الله،
ثم لا يكاد ينزل بها حتى يلوذ بالشيوخ والعلماء والفقهاء، متجنباً أترابه ولِدَاته ..
وأقبل على العربية وآدابها وشعرها فيستوعب من ذلك كله محصولاً وفيراً
بكاؤه حال صغره وخوفه
لما حج أبوه اجتاز به في المدينة فسأل صالح عنه فقال:
ما خبرت أحداً الله أعظم في صدره من هذا الغلام
بكى وهو غلام صغير فأرسلت إليه أمه وقالت: ما يبكيك؟
قال: ذكرت الموت، قال أبوقبيل : وكان يومئذ قد جمع القرآن، فبكت أمه حين بلغها ذلك
قصة تسميته بأشج بني أمية
دخل عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى إصطبل أبيه فضربه فرس فشجه فجعل أبوه
يمسح الدم عنه ويقول: إن كنت أشج بني أمية إنك إذاً لسعيد
- وسيأتي تفسير قوله
زواجه وصفاته
لما مات أبوه أخذه عمه أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان فخلطه بولده
وقدمه على كثير منهم، وزوجه بابنته فاطمة، وهي التي يقول فيها الشاعر:
بنت الخليفة والخليفة جدها ــــــ أخت الخلائف والخليفة زوجها
كان رحمه الله أسمر دقيق الوجه، حسنه، نحيف الجسم، حسن اللحية، بجبهته شجة، غائر العينين.
التبشير به
روى أبو داود الطيالسي بسنده عن ابن عمر
قال: يا عجباً ! يزعم الناس أن الدنيا لا تنقضي حتى يلي رجل من آل عمر يعمل بمثل عمر
قال: وكانوا يرونه بلال بن عبد الله بن عمر، قال: وكان بوجهه أثر
فلم يكن هو وإذا هو عمر بن عبد العزيز وأمه ابنة عاصم بن عمر بن الخطاب.
وروى البيهقي بسنده عن نافع قال: بلغنا أن عمر بن الخطاب
قال: إن من ولدي رجلاً بوجهه شجان يلي فيملأ الأرض عدلاً.
قال نافع من قبله : ولا أحسبه إلا عمر بن عبد العزيز.
قال وهيب بن ورد: بينما أنا نائم رأيت كأن رجلاً دخل من باب بني شيبة وهو يقول:
يا أيها الناس ! ولي عليكم كتاب الله، فقلت: من؟
فأشار إلى ظفره فإذا مكتوب عليه (ع م ر)، قال: فجاءت بيعة عمر بن عبد العزيز[/size]
صفحات من حياته في عهد الوليد بن عبد الملك
كان رحمه الله على قدم الصلاح أيضاً، إلا أنه كان يبالغ في التنعم
فكان الذين يعيبونه من حساده لا يعيبونه إلا بالإفراط في التنعم، والاختيال في المشية
فلما ولي الوليد الخلافة أمَّر عمر على المدينة فوليها من سنة ست وثمانين إلى سنة ثلاث وتسعين
ولايته على المدينة وأعماله فيها
لما قدم عليها والياً فصلى الظهر دعا بعشرة:
عروة وعبيد الله وسليمان بن يسار والقاسم وسالماً وخارجة وأبا بكر بن عبد الرحمن
وأبا بكر بن سليمان وعبد الله بن عامر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
"إني دعوتكم لأمر تؤجرون فيه، ونكون فيه أعواناً على الحق، ما أريد أن أقطع أمراً إلا برأيكم
أو برأي من حضر منكم، فإن رأيتم أحداً يتعدى، أو بلغكم عن عامل ظلامة فأحرج بالله
على من بلغه ذلك إلا أبلغني" . فجزوه خيراً وافترقوا.
وبنى في مدة ولايته هذه مسجد النبي ووسعه عن أمر الوليد له بذلك.
واتسعت ولايته فصار والياً على الحجاز كلها …
وراح الأمير الشاب ينشر بين الناس العدل والأمن وراح يذيقهم حلاوة الرحمة
وسكينة النفس .. صارخاً بكلمة الحق والعدل، نائياً بنفسه عن مظالم العهد وآثامه
متحدياً جباريه وطغاته … وعلى رأسهم الحجاج بن يوسف الثقفي ..
وكان عمر يمقته أشد المقت بسبب طغيانه وعَسْفه، وكان نائباً على الحج في إحدى
السنين فأرسل عمر إلى الوليد يسأله أن يأمر الحجاج ألا يذهب إلى المدينة ولا يمر بها
رغم أنه يعرف ما للحجاج من مكانة في نفوس الخلفاء الأمويين…
وأجاب الخليفة طلب عمر وكتب إلى الحجاج يقول:
" إن عمر بن عبد العزيز كتب إليَّ يستعفيني من ممرك عليه بالمدينة
فلا عليك ألا تمر بمن يكرهك، فنح نفسك عن المدينة".
وراح هذا الأمير الشاب يعمر ويعمر بادئاً بالمسجد النبوي وفي كل الحجاز
الآبار والطرق ، وفي حدود ولايته وسلطانه رد للأموال العامة كرامتها وحرمتها
فلم تعد سهلة المنال لكل ناهب خالس، كما لم تعد ألعوبة في يد كل مسرف ومترف …
وفتح أبواب المدينة للهاربين من ظلم الولاة في كل أقطار الدولة .. وحماهم من المطاردة
ووفر لهم الطمأنينة والأمن .
ووشى به الحجاج وشاية إلى الوليد كانت سبباً في عزله..
ولما عُزِل منها وخرج منها التفت إليها وبكى وقال لمولاه:
" يا مزاحم نخشى أن نكون ممن نفت المدينة".
يعني أن المدينة تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد وينصع طيبها
ونزل بمكان قريب منها يُقال له السويداء حيناً، ثم قدم دمشق على بني عمه
حسنته على سليمان بن عبد الملك
إن الوليد عزم على أن يخلع أخاه سليمان من العهد، وأن يعهد إلى ولده
فأطاعه كثير من الأشراف طوعاً وكرهاً، فامتنع عمر بن عبد العزيز وقال:
" لسليمان في أعناقنا بيعة ". وصمم ، فعرفها له سليمان
]صفحات من حياته في عهد سليمان بن عبد الملك
كان سليمان بن عبد الملك من أمثل الخلفاء، نشر عَلَم الجهاد، وجهّز مائة ألف برّاً وبحراً
فنازلوا القسطنطينية، واشتد القتال والحصار عليها أكثر من سنة .
قال سليمان لعمر بعد أن ولي:
" يا أبا حفص ! إنا ولينا ما قد ترى، ولم يكن لنا بتدبيره علم
فما رأيت من مصلحة العامة فمر به".
فكان من ذلك عزل الحجاج، وأقيمت الصلوات في أوقاتها بعد ما كانت أميتت عن وقتها
مع أمور جليلة كان يسمع من عمر فيها.
فقيل إن سليمان حج فرأى الخلائق بالموقف فقال لعمر:
أما ترى هذا الخلق لا يحصي عددهم إلا الله ؟
قال: هؤلاء اليوم رعيتك، وهم غداً خصماؤك. فبكى بكاءً شديداً.
اصطحبه الخليفة سليمان يوماً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام معسكر يعج بالعتاد والرجال
سأله سليمان في زهوه:" ما تقول في هذا الذي ترى يا عمر؟"
فقال :"أرى دنيا، يأكل بعضها بعضاً وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها"
فقال له بعد أن بُهت:"ما أعجبك!!"
فقال عمر:"بل ما أعجب من عرف الله فعصاه، وعرف الشيطان فاتبعه
وعرف الدنيا فركن إليها".
كيفية خلافته
لما مرض سليمان بدابق قال:" يا رجاء أستخلف ابني؟!!"
قال:" ابنك غائب" قال:"فالآخر؟" قال:"هو صغير"، قال:"فمن ترى؟"
قال:" عمر بن عبد العزيز "، قال:"أتخوف بني عبد الملك أن لا يرضوا"
قال:"فوله ومن بعده يزيد بن عبد الملك، وتكتب كتاباً وتختمه، وتدعوهم إلى بيعةٍ
مختوم عليها"
قال: فكتب العهد وختمه، وخرج رجاء
وقال: إن أمير المؤمنين يأمركم أن تبايعوا لمن في هذا الكتاب، قالوا: ومن فيه؟
قال: مختوم، ولا تُخبرون بمن فيه حتى يموت، فامتنعوا
فقال سليمان: انطلق إلى أصحاب الشُّرط ونادِ الصلاة جامعة، ومرهم بالبيعة
فمن أبى فاضرب عنقه، ففعل، فبايعوا
قال رجاء: فلما خرجوا أتاني هشام في موكبه فقال: قد علمت موقفك منّا
وأنا أتخوف أن يكون أمير المؤمنين أزالها عني، فأعلمني ما دام في الأمر نفس
قلت: سبحان الله يستكتمني أمير المؤمنين وأطلعك، لا يكون ذاك أبداً
فأدارني وألاصني، فأبيت عليه فانصرف، فبينا أنا أسير إذ سمعت جلبة خلفي
فإذا عمر بن عبد العزيز فقال: رجاء، قد وقع في نفسي أمر كبير من هذا الرجل
أتخوف أن يكون جعلها إليّ ولست أقوم بهذا الشأن، فأعلمني ما دام في الأمر
نفس لعلي أتخلص، قلت: سبحان الله، يستكتمني أمراً أطلعك عليه!! .
ويذهب رجاء ذات يوم ليعود الخليفة، فيجده في اللحظات الأخيرة من حياته
فيجلس إلى جواره حتى تفيض روحه فيسجيه.. ويتكتم النبأ …
وخرج فأرسل إلى كعب بن حامد العبسي رئيس الشرط ليجمع أهل بيت أمير
المؤمنين فاجتمعوا في مسجد دابق
فقال لهم:بايعوا، قالوا: قد بايعنا مرة أنبايع أخرى؟
قال لهم : هذه رغبة أمير المؤمنين، فبايعوا على من عهد إليه في هذا الكتاب
المختوم ، فبايعوا رجلاً رجلاً فلما بايعوا وأحكم الأمر
قال لهم : إن الخليفة قد مات وقرأ عليهم الكتاب..
ولم يكد يفيق عمر من غمرة المفاجأة، حتى راح يرتجف كعصفور غطته الثلوج
وصعق عمر حتى ما يستطيع القيام، وقال: والله ما سألتها الله في سرٍّ ولا علن
واستقبل رجاء بن حيوه يقول له في عتاب: ألم أناشدك الله يا رجاء ؟.
ثم سار إلى الخليفة المسجى، فصلى عليه، وشيعوه إلى مثواه
وعاد يفري أهل بيته فيه، ويلقى فيه العزاء، وفي الغداة …
دخل أمير المؤمنين المسجد فإذا هو غاص بحشود هائلة من الوافدين
فرأى أنها فرصة للتخلص من هذا المنصب الكبير قبل أن يتشبث بكاهله …
وصعد المنبر وخطب الناس:" أما بعد فقد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني
فيه وعلى غير مشورة من المسلمين وإني أخلع بيعة من بايعني
فاختاروا لأنفسكم ".
فضجوا وصاحوا من كل طرف:" لا نريد غيرك ". ثم ألقى بعد ذلك خطبته
وكانت ولايته سنة 99هـ .
قال له بلال بن أبي بردة: من كانت الخلافة شرفته فقد شرفتها
ومن كانت زانته فقد زنتها، وأنت كما قال مالك بن أسماء:
وتزيدين أطيب الطيب طيباً ـــــــــــ وإذا الــدر زان حســـن وجــوهٍ
أن تمسيه أين مثلك أينا؟ ـــــــــــ كان للدر حسن وجهــــك زينا
أعماله في الخلافة
إن العصر الذي عاش فيه عمر بن عبد العزيز رحمه الله في قبيل خلافته
كان كما يصفه أحد الكتاب:" زمن قسوة من الأمراء "، كيف لا والحجاج بالعراق
ومحمد بن يوسف باليمن ، وغيرهما بالحجاز وبمصر وبالمغرب
حتى قال عمر:" امتلأت الأرض والله جوراً".
وكذلك فيه من الفساد أن راح كل قادر على النهب ينتهب ما تصل إليه يداه
وغابت الأخلاق فشاع الترف والانحلال، ووراء الفساد سار الخراب
فأخذت الأزمات المالية بخناق الدولة ومحق إنتاجها
وكان فيه تزييف لقيم الدين حتى إنه كان يلعن على المنابر بطل الإسلام العظيم
وابنه البار وإمامه الأواب ورابع الخلفاء وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وساعد في هذا التزييف شعراء العصر.
من اين لك هذا...؟
بدأ عمر بن عبد العزيز رحمه الله بتغيير هذا الواقع إلى الصورة المثلى في ذهنه
فلما ولي بدأ بلحمته وأهل بيته، فأخذ ما بأيديهم، وسمى أموالهم مظالم
وهي الأموال الهائلة.. والثروات العظيمة التي تملكها أسرته، وإخوته وحاشيته
وعزم على ردها إلى أصحابها إن عرف أصحابها، أو إلى الخزانة العامة
وأن ينفذ على الجميع قانون " من أين لك هذا " وبدأ في ذلك بنفسه
فقد كان له عقارات أيام أسلافه من الخلفاء فرأى أنه لم يكن لهم سلطة شرعية
عليها ليعطوه إياها وأنها من أملاك الدولة …
وأحصى أملاكه فإذا هي كلها من عطايا الخلفاء ولم يجد إلا عيناً في السويداء
كان استنبطها من عطائه ـ
والعطاء رواتب عامة تعطى للناس جميعاً من بيت المال ـ
وتوجه إلى أمراء البيت الأموي فجمعهم وحاول أن يعظهم ويخوفهم الله
وبين لهم أن ليس لهم من الحق في أموال الخزانة العامة أكثر مما للأعرابي
في صحرائه، والراعي في جبله ..
وأن ما بأيديهم من أموال جمعوها من حرام ليس لهم إنما هو لله
وأرادهم على ردها فأبوا، ودعاهم مرة أخرى إلى وليمة واستعمل أسلوباً آخر
من اللين فلم يستجيبوا
فلما عجزت معهم أساليب اللين عمد إلى الشدة وأعلم أنه كل من كانت له مظلمة
أو عدا عليه أحد من هؤلاء فليتقدم بدعواه ، وألف لذلك محكمة خاصة
وبدأ يجردهم من هذه الثروات التي أخذوها بغير وجهها ويردها إلى أصحابها
أو إلى الخزانة العامة .
رده على العمة
ووسطوا له عمة له كان يوقرها بنوا أمية لسنها وشرفها
فكلمته فقال : إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة ولم يبعثه عذاباً
واختار له ما عنده ، فترك لهم نهراً ، شُرْبُهُم سواء
ثم قام أبو بكر فترك النهر على حاله ، ثم عمر فعمل عمل صاحبه
ثم لم يزل يشتق منه يزيد ومروان وعبد الملك والوليد وسليمان حتى أفضى الأمر إليّ
وقد يبس النهر الأعظم ولن يروي أهله حتى يعود إلى ما كان …
ودعا بجمر ودينار ، فألقى الدينار في الجمر حتى إذا احمرّ أخذه بشيء وقرّبه
إلى جلده وقال : يا عمة أما تشفقين على ابن أخيك أن يكوى بهذا يوم القيامة ؟
قالت : إذن لا تدعهم يسبونهم ، قال : ومن يسبهم؟! إنما يطالبونهم بحقوقهم
فخرجت فقالت : هذا ذنبكم لماذا زوجتم أباه بنت عمر بن الخطاب
اصبروا فإنه لا يجير .
وتجرأ عليه ابن للوليد فكتب إليه كتاباً شديد اللهجة أشبه بإعلان الثورة
فغضب عمر لله وقبض عليه وحاكمه بمحاكمة كانت تؤدي به إلى سيف الجلاد
لولا أن تاب وأناب .
وخضعوا جميعاً وردوا ما كان في أيديهم من الأموال …
واكتفوا بمرتباتهم الكثيرة التي كانوا يأخذونها من الخزانة
ولكن عمر لم يكتف وأمر بقطع هذه الرواتب وإعطائهم عطاء أمثالهم
وأمرهم بالعمل كما يعمل الناس ، وعم الأمن وهمدت الثورات
وشملت السعادة الناس ، واختفت مظاهر البذخ الفاحش
ومظاهر الفقر المدقع
وصارت هذه البلاد التي تمتد من فرنسا إلى الصين تعيش بالحب والإخلاص والود
وأمر رحمه الله بعزل الولاة الظلمة ، وبدأ بالتغيير السريع الحاسم العميم الذي يجب
أن يتم على مستوى الأمة في ذلك الوقت .
حاله مع أمور الخلافة
وفي اليوم التالي من خلافته رأى موكباً فخيماً من الجياد المطهمة يتوسطها فرس
زينت كالعروس ليمتطي الخليفة ظهرها البَذِخ ، فأمر بها إلى بيت مال المسلمين
ثم لما وصل إلى السرادق فإذا هو فتنة ولا كإيوان كسرى فأمر بضمه لبيت المال
ودعا بحصير ففرشه على الأرض ثم جلس فوقه
ثم جيء بالأردية المزركشة والطيلسانات الفاخرة التي هي ثياب الخليفة
فأمر بها إلى بيت المال ، ثم تعرض عليه الجواري ليختار منهن وصيفات قصر
فيسألهن عنها ولمن كانت وما بلدها فيردها إلى أرضها وذويها
أول خطبة له رحمه الله
أول خطبة له : حمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أيها الناس من صحبنا فليصحبنا بخمس وإلا فليفارقنا
يرفع إلينا حاجة من لا يستطيع رفعها ، ويعيننا على الخير بجهده
ويدلنا على الخير ما نهتدي إليه ، ولا يغتابنّ عندنا أحداً
ولا يعرضن فيما لا يعنيه .
فانقشع عنه الشعراء … وثبت معه الفقهاء والزهاد
آخر خطبة له رحمه الله
كانت آخر خطبة خطبها : حمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد فإنكم لم تخلقوا عبثاً
ولم تتركوا سدىً وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للحكم فيكم والفصل بينكم
فخاب وخسر من خرج من رحمة الله تعالى وحرم جنة عرضها السماوات والأرض
ألم تعلموا أنه لا يأمن غداً إلا من حذر اليوم الآخر وخافه ، وباع فانياً بباقٍ
ونافداً بما لا نفاد له ، وقليلاً بكثير ، وخوفاً بأمان
ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وسيكون من بعدكم للباقين
كذلك ترد إلى خير الوارثين ، ثم إنكم في كل يوم تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله
لا يرجع، قد قضى نحبه حتى تغيبوه في صدع من الأرض
في بطن صدع غير موسد ولا ممهد ، قد فارق الأحباب ، وواجه التراب والحساب
فهو مرتهن بعمله ، غني عما ترك ، فقير لما قدم ، فاتقوا الله قبل القضاء
راقبوه قبل نزول الموت بكم ، أما إني أقول هذا …
ثم وضع طرف ردائه على وجهه فبكى وأبكى من حوله
وفي رواية : وأيم الله إني لأقول قولي هذا ولا أعلم عند أحد من الذنوب أكثر
مما أعلم من نفسي ، ولكنها سنن من الله عادلة أمر فيها بطاعته
ونهى فيها عن معصيته ، وأستغفر الله
ووضع كمّه على وجهه فبكى حتى بلّ لحيته فما عاد لمجلسه حتى مات رحمه الله
حال الناس في عهده
شبع في عهده الجياع ، وكسى الفقراء ، واستجاب للمستضعفين
وكان أباً لليتامى ، وعائلاً للأيامى ، وملاذاً للضائعين
كان الأغنياء يخرجون بزكاة أموالهم فلا يجدون فقيراً يأخذها ، ويبسط يده إليها
إن عدله رحمه الله لم يكف الناس حاجاتهم فحسب بل وملأهم شعوراً بالكرامة والقناعة.
أمر رحمه الله ولاته أن يبدءوا بتغطية حاجات أقطارهم ..
وما فاض وبقي يُرسل إلى الخزينة العامة ..
ومن قصر دخل إقليمه عن تغطية حاجات أهله أمده الخليفة بما يغطي عجزه
وراح رحمه الله ينشئ في طول البلاد وعرضها دور الضيافة
يأوي إليها المسافرون وأبناء السبيل ، ومضى يرفع مستوى الأجور الضعيفة
وكفل كل حاجات العلماء والفقهاء ليتفرغوا لعلمهم ورسالتهم دون أن ينتظروا
من أيدي الناس أجراً ..
وأمر لكل أعمى بقائد يقوده ويقضي له أموره على حساب الدولة
ولكل مريض أو مريضين بخادم على حساب الدولة
وأمر ولاته بإحصاء جميع الغارمين فقضى عنهم دينهم
وافتدى أسرى المسلمين وكفل اليتامى.
قال الحسن القصاب : رأيت الذئاب ترعى مع الغنم البادية في
خلافة عمر بن عبد العزيز
فقلت : سبحان الله ذئب مع غنم لا يضرها ؟
فقال الراعي : إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس .
وقال مالك بن دينار : لما ولي عمر بن عبد العزيز قالت رعاء الشاء :
من هذا الصالح قام على الناس خليفة ؟ عدله كف الذئاب عن شائنا
نبذة من حياته مع أهله
تخييره زوجته
لما ولي الخلافة خيّر امرأته فاطمة بين أن تقيم معه على أنه لا فراغ له إليها
وبين أن تلحق بأهلها فبكت وبكى جواريها لبكائها ، فسُمعت ضجة في داره
ثم اختارت مقامها معه على كل حال رحمها الله.
ولده ينصحه
دخل عبد الملك بن عمر على أبيه فقال :
يا أمير المؤمنين ما أنت قائل لربك غداً إذا سألك فقال : رأيت بدعة فلم تمتها
أو سنة فلم تحيها ؟!
فقال أبوه : رحمك الله وجزاك من ولد خيراً ..
يا بني إن قومك قد شدوا هذا الأمر عقدة عقدة ، وعروة عروة
ومتى أردت مكابرتهم على انتزاع ما في أيديهم لم آمن أن يفتقوا عليّ فتقاً يكثر
فيه الدماء ، والله لزوال الدنيا أهون عليّ من أن يراق في سببي محجمة من دم
أوما ترضى أن لا يأتي على أبيك يوم من أيام الدنيا إلا وهو
يميت فيه بدعة ويحيي فيه سنة ؟!..
تضجر خادمه
قال أبو أمية الخصمي غلام عمر : دخلت يوماً على مولاتي فغدّتني عدساً
فقلت : كل يوم عدس ؟ قالت : يا بني هذا طعام مولاك أمير المؤمنين .
قصة مع خادم له
رأى أمير المؤمنين خادماً له يسحب برذونه ، فسأله : كيف حال الناس ؟
فأجابه : كل الناس في راحة إلا أنت وأنا وهذا البرذون !.
صفاته وشمائله
أ ـــ مروءته وكرمه
عن عبد العزيز بن عمر قال لي رجاء بن حيوة : ما أكمل مروءة أبيك
سمرت عنده فعشي السراج وإلى جانبه وصيف نائم ، قلت : ألا أنبهه ؟
قال : لا دعه ، قلت : أنا أقوم ، قال : ليس من مروءة الرجل استخدامه ضيفه
فقام إلى بطة ـ إناء كالقارورة ـ الزيت وأصلح السراج ثم رجع وقال :
قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ، ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز .
وقال أبو عمرو : دخلت ابنة أسامة بن زيد على عمر بن عبد العزيز فقام لها
ومشى إليها ثم أجلسها في مجلسه وجلس بين يديها وما ترك لها حاجة إلا قضاها
وأمر جارية تروحه حتى ينام فروحته فنامت هي
فأخذ المروحة من يدها وجعل يروحها ويقول : أصابك من الحر ما أصابني .
ب ـــ مجالسته لأهل العلم واحترامه لهم
كان يجتمع كل ليلة أصحابه من الفقهاء فلا يذكرون إلا الموت والآخرة
ثم يبكون حتى كأن بينهم جنازة .
ج ــ هضمه لنفسه واحتقاره لها
قيل له رحمه الله عند مرضه : لو أتيت المدينة فإن قضى الله موتاً في موضع
القبر الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : والله لأن يعذبني الله بغير النار أحب إليّ من أن يعلم من قلبي أني
أراني لذلك أهلاً.
د ـــ شدته ويقينه في الحق
حدث الأوزاعي أن عمر بن عبد العزيز جلس في بيته ، وعنده أشراف بني أمية
فقال : أتحبون أن أولي كل رجل منكم جنداً من هذه الأجناد ؟
فقال له رجل منهم : لم تعرض علينا ما لا تفعله ؟! قال : ترون بساطي هذا ؟
إني لأعلم أنه يصير إلى بلى ، وإني أكره أن تدنسوه عليّ بأرجلكم
فكيف أوليكم ديني ؟! وأوليكم أعراض المسلمين وأبشارهم تحكمون فيها
هيهات هيهات ، قالوا : أما لنا قرابة ؟ أما لنا حق ؟
قال : ما أنتم وأقصى رجل من المسلمين عندي في هذا الأمر إلا سواء إلا رجل
حبسه عني طول شُقَّة.
هـ ـــ وصف صلاته
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ما صليت وراء إمام أشبه
بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى .
يعني عمر بن عبد العزيز رحمه الله وكان والياً على المدينة.
و ـــ ورعه
قال نعيم ـ كاتبه ـ : قال عمر : إنه ليمنعني من كثير من الكلام مخافة المباهاة .
وفال جعونة : لما مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز جعل عمر يثني عليه
فقال : يا أمير المؤمنين لو بقي كنت تعهد إليه ؟ قال : لا
قال : ولم وأنت تثني عليه ؟!
قال: أخاف أن يكون زُيّن في عيني منه ما زين في عين الوالد من ولده.
ز ـــ زهـــــــــــده
1- قال ميمون بن مهران : أقمت عند عمر بن عبد العزيز ستة أشهر ما رأيته
غيَّر ردائه، كان يغسل من الجمعة إلى الجمعة ويبين بشيء من الزعفران .
2- وعن مسلمة بن عبد الملك قال : دخلت على عمر وقميصه وسخ
فقلـت لامرأته ـ وهي أخته ـ : اغسلوه ، قالت : نفعل
ثم عدت فإذا القميص على حاله فقلت لها، فقالت : والله ما له قميص غيره .
3- قالت له امرأته : أنت أمير المؤمنين ولا تقدر على درهم ؟!
قال : هذا أهون من معالجة الأغلال في جهنم .
4- قال عمرو بن مهاجر : كانت نفقة عمر بن عبد العزيز كل يوم درهمين .
5- قال محمد بن كعب القرظي : دخلت على عمر بن عبد العزيز بعد استخلافه
وقد نحل جسمه ، وعفا شعره ، وتغير لونه ، وكان عهدنا به في المدينة
وهو أمير عليها حسن الجسم ، ممتلئ البضعة ، فجعلت أنظر إليه
لا أحرف بصري عنه
فقال لي : يا ابن كعب مالك تنظر إليّ نظراً ما كنت تنظره إليّ من قبل ؟!
فقلت : لعجبي يا أمير المؤمنين… مما نحل من جسمك ، وعفا من شعرك
وتغير من لونك … فقال : إنك إذاً لأشد عجباً من أمري
وإنكاراً لي لو رأيتني بعد ثلاث في قبري ، وقد وقعت عيناي على وجنتيَّ
وسكن الدود منخريَّ وفمي … ثم راح يبكي .
ح ــــ خوفــــــــه
قال ابن أبي عروبة : كان عمر بن عبد العزيز إذا ذكر الموت اضطربت أوصاله .
ـ اجتمع بنو مروان إلى باب عمر بن عبد العزيز فقالوا لابنه عبد الملك :
قل لأبيك إن من كان قبله من الخلفاء كان يعطينا ويعرف لنا موضعنا
وإنّ أباك قد حرمنا ما في يديه. فدخل على أبيه فأخبره
فقال لهم : إن أبي يقول لكم : إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم
من أقوالــــــه[
1- قال : أكثر من ذكر الموت ، فإن كنت في ضيق من العيش وسّعه عليك
وإن كنت في سعة من العيش ضيقه عليك
2- وقال : أيها الناس أصلحوا أسراركم تصلح علانيتكم واعملوا لآخرتكم تكفوا دنياكم.
3- وقال له رجل أوصني فقال : أوصيك بتقوى الله وإيثاره تخف عنك المؤونة
وتحسن لك من الله المعونة .
4- وقال لعمر بن حفص : إذا سمعت كلمة من امرئ مسلم فلا تحملها على شيء
من الشر ما وجدت لها محملاً من الخير .
5- وقال : قد أفلح مَنْ عُصم من المراء والغضب والطمع
6- وقال : مَنْ عَدَّ كلامه مِنْ عمله قَلَّ كلامُه.
وفاته رحمه الله
كان سببها السّل ، وقيل سببها أن مولى له سمَّه في طعام أو شراب
وأعطي على ذلك ألف دينار ، فحصل له بسبب ذلك مرض ، فأُخبر أنه مسموم
فقال : لقد علمت يوم سُقيت السُّم ، ثم استُدعي مولاه الذي سقاه ، فقال له :
ويحك ما حملك على ما صنعت، فقال : ألف دينار أُعطيتها ، فقال : هاتها
فأحضرها فوضعها في بيت المال ، ثم قال له : اذهب حيث لا يراك أحد فتهلك .
واشتد به المرض وتحولت الملايين من أبناء أمته إلى أطفال
يوشك اليتم أن يحيق بهم حين يفقدون أباهم .. الجياع الذين شبعوا ..
والعراة الذين اكتسوا .. والخائفون الذين أمنوا .. والمستضعفون الذين سادوا ..
واليتامى الذين وجدوا فيه أباهم .. والأيامى اللاتي وجدن فيه عائلهن ..
والضائعون الذين وجدوا فيه ملاذهم بعد الله ..
كل هؤلاء وأولئك في شعبه وأمته سحقتهم أنباء مرضه الدَّاهم .
ثم أمر بدعوة أبنائه فجاءوا مسرعين اثني عشر ولداً وبنتاً ، شعثاً غبراً
قد زايلت جسومهم الشاحبة نضرة النعيم !! .. وجلسوا يحيطون به
وراح يُعانقهم بنظراته الحانية الآسية .. وراح يودعهم بقوله :
يا بني إن أباكم خُيِّر بين أمرين ، أن تستغنوا ويدخل النار أو تفتقروا ويدخل الجنة
فاختار الجنة وآثر أن يترككم لله الذي نزَّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين.
ولما احتضر قال : أجلسوني فأجلسوه
فقال : إلهي أنا الذي أمرتني فقصّرت ونهيتني فعصيت ثلاثاً ولكن لا إله إلا الله
، ثم رفع رأسه فأحد النظر ، فقالوا : إنك لتنظر نظراً شديداً يا أمير المؤمنين
فقال : إني لأرى حضرة ما هم بأنس ولا جان ، ثم قُبض من ساعته .
وفي رواية : أنه قال لأهله : اخرجوا عني
فخرجوا وجلس على الباب مسلمة بن عبد الملك وأخته فاطمة فسمعوه يقول :
مرحباً بهذه الوجوه التي ليست بوجوه إنس ولا جان ثم قرأ :
( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين )
ثم هدأ الصوت ، فدخلوا عليه فوجدوه قد غمض وسوى إلى القبلة وقبض.
وكان موته سنة إحدى ومائة ، وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وأياماً
ثناء العلماء عليه
1- قال الذهبي : كان من أئمة الاجتهاد ومن الخلفاء الراشدين رحمة الله عليه.
2-وقال أبو جعفر الباقر : لكل قوم نجيبة
وإن نجيبة بني أمية عمر بن عبد العزيز إنه يبعث أمة وحده.
3- وقال عنه الذهبي أيضاً : قد كان حسن الخَلْق والخُلُق ، كامل العقل
حسن السمت ، جيد السياسة ، حريصاً على العدل بكل ممكن ، وافر العلم
فقيه النفس، ظاهر الذكاء والفهم ، أوّاهاً منيباً ، قانتاً لله حنيفاً
زاهداً مع الخلافة ، ناطقاً بالحق مع قلة المعين
وكثرة الأمراء الظَّلمة الذين ملُّوه وكرهوا مماقتته لهم ونقصه أعطياتهم
وأخذه كثيراً مما في أيديهم مما أخذوه بغير حق ، فما زالوا به حتى سقوه السم
فحصلت له الشهادة والسعادة ، وعُدَّ عند أهل العلم من الخلفاء الراشدين
والعلماء العاملين
4- قال ميمون بن مهران : إنّ الله كان يتعاهد الناس بنبي بعد نبي
وإنّ الله تعاهد الناس بعمر بن عبد العزيز
5- وقال قيس بن جبير : مثل عمر في بني أمية مثل مؤمن آل فرعون .
6- وقال مالك بن دينار : الناس يقولون مالك زاهد !
إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها .
7- وقال مكحول : لو حلفت لصدقت ما رأيت أزهد ولا أخوف لله من عمر بن عبدالعزيز.
8- وقال الإمام أحمد : لا أدري قول أحد من التابعين حجة إلا قول عمر بن عبدالعزيز.
9- وقال ميمون بن مهران : كانت العلماء عند عمر بن عبد العزيز تلامذة .
10- وقال مجاهد : أتينا عمر نُعَلِّمُه فما برحنا حتى تعلمنا منه.
[/size]